recent
أخبار ساخنة

سائق التاكسي و الزوجة الثانية .

الصفحة الرئيسية



بقلم أ.. نشوان ذنون عبد الله 

اليوم الخميس  ٨ / ١٢ / ٢٠٢٢ بمناسبة أزمة السير و و الإزدحامات في شوارع الموصل هذه الأيام . حسبت بأن التنقل بتكسي أفضل من دوخة السياقة في هذه الإزدحامات . و من طبيعتي الصمت في الطريق ولا أتكلم الا بموقف أو كلمة أو إستفزاز . فأجرت تكسي و صعدت صامتاَ عائداً الى البيت . فلم أكد أجلس بقرب سائق التكسي  حتى . قال لي . كيف تنقضي هذه الحياة . والله عمل التكسي لا يوفر أي مبلغ للعيش . منذ الصباح و حتى المساء مع قيمة أجرتك . جمعت (١٥٠٠٠) دينار فقط . كم ثمن البنزين و إذا حصل عطل لا سامح الله سيذهب شغل الإسبوع بعطل واحد . فقلت له لا تعتمد على قيمة المبلغ و إعتمد على بركته . فإن الله سبحانه وتعالى . يبارك في الرزق الحلال الذي أتى من تعب . فقال لي .( هم تمام . البركة بالمال أفضل من جَمعه و عَده ) ثم قلت له . بالخير كم ولد عندك فقال لي (٣) بنات و ولد واحد . فقلت له أصبحتم سته مع زوجتك . الله يبارك لك في رزقك . فقال لي لا نحن ( ٧ ) . فأنا عندي زوجتين . فقلت له . منذ أن صعدت معك و أنت تشتكي من ضيق الحال و صعوبة المعيشة و عندك زوجتين . فقال لي لا تستعجل و تظن بي السوء بس خليني أفهمك . يشهد الله أنا لا أتحدث بالمواضيع العائلية أبداً ولكن لا أدري لماذا إرتاح قلبي لك و سأحكي لك قصتي . فأصغيت بصدق لما يحكي لي . قال أنا مواليد ١٩٧٠ وحيد أبي و مدلل عنده جداً أتيت الى الدنيا بعد سنين طويلة من الحرمان من الخلفة . فقرر تزويجي و أنا بعد لم أفهم معنى الرجولة و الزواج . 

كان لأبي صديق يعزه أكثر من نفسه و كانت تربطه به علاقة صداقة و حب تفوق الخيال . و من أجل توطيد الصله بصديقه قرر أبي تزويجي لآخر بنت بقيت عند صديقه وكانت تكبرني ( ٥ ) سنوات فهي من مواليد ١٩٦٥ . عندما عرض أبي علي موضوع الزواج في سنة ١٩٨٦ كان عمري ( ١٦ ) سنة و العروس كان عمرها ( ٢١ ) سنة لم أراها و لم أنظر إليها . كانت سعادة أبي بزواجي من إبنة صديقه أعظم من سعادتي و كان ينتظر مني حفيد يجمعه بصديق عمره . دخلت الليلة الأولى الى غرفة العرس و كانت النظرة الأولى مني لها أول مره . لم أشعر بأن هذه المراءة زوجتي و لم تتحرك لي أي مشاعر تجاهها . فقلت لها أول كلمة . لماذا وافقت على الزواج . فقالت لي ( البنت لا تعترض على كلام أبيها أبدا ) فقلت لها و أنا لا أستطيع أن أكبت فرحة والدي بهذا الزواج و لا أستطيع أن أتخيل أن عمري سينقضي معكِ . فقالت و هل فيي ما يعيب . يقول فقلت لها طريقة زواجنا و موافقتك عليها . بالنسبة لي . أنا متعلق ببنت ثانية أحبها وتحبني و قد وعدتها بالزواج . فما كان منها الا أن قالت لي . كل الرجال مثلك . فقلت لها نعم و أكثر . فقالت لي . إذاً أبقني على ذمتك و لا تطلقني من أجل كرامة أبي . و أنا لا أريد منك غير الستر .

 يقول لي سائق سيارة التكسي والله لا أعرف كيف أحدثك بهذا الموضوع . كنت أنوي أن أطلقها رابع يوم من زواجنا ولكنها قالت لي . إذا طلقتني فلن أتزوج بعدك . لأني جربت حضي معك . فأبقيتها معي والله لم ألمسها وليس لي نفس بها أبداً . وحاولت أن أتقرب منها عدة مرات لكني لم أستطع لعدم رغبتي بها منذ البداية . كان والدي ينتظر مني حفيد وهو لا يدري إني لم أتقرب منها حتى قررت الزواج بمن أحب في سنة ١٩٩٠ بعد مرور (٤) سنوات على زواجي بها . فقلت له كيف كانت تعاملك . فقال لي . والله الذي كان يعذبني أنها تعاملني بإجلال و تقدير و إحترام يفوق مدى قناعتي بنفسي . إنها بنت حلال و مؤدبة . فقلت له ألا يؤنبك ضميرك . فقال لي لا أفكر بضميري أنا أعيش يومي . فقلت له . كيف كان ردة فعلها بزواجك . قال لي كنت أراها تبكي بصمت . لكنها لا تحكي و لا تشتكي أبداً . فقلت له ما هو دورها في البيت بعد زواجك . قال زوجتي الثانية مؤدبة و تعاملها بإحسان وهي تعلم بعدم وجود علاقة لي معها . إنها فقط أمام الناس زوجتي . لو أقول لك تمر أسابيع كثيرة لا أرها فهي تجلس في غرفتها وحدها و أنا أجلس مع أولادي وزوجتي وصوت ضحكاتنا ولعبنا تملأ البيت . فقلت له ألا يهمك أمرها . فقال لي ( بلى ) و لكني لا أهتم و لا أفكر بالرغم من إنها تقوم بكل واجبات البيت بالإضافة بالمساعدة في تربية أولادي فهم يحبوها جداً . لو تراها الآن وقد غدت إمراءة عجوز وكأنها في السبعين من عمرها . الى هنا و لم أعد أحتمل منه كلمة واحدة فقلت له . تريد الله يرزقك و يوفقك و يبارك في ذريتك و أنت ظالم . فقال لي . أي ظلم . فقلت له ما تحصيلك الدراسي . فقال لي انا لا أقرأ ولا أكتب . فقلت له الا تعلم أنك ستأتي يوم القيامة وتقف بين يدي الله سبحانه وتعالى . و سيحاسبك على كل حرف و فعل و ظلم و تفرقة  فعلتها بين زوجاتك . هل تتابع صحتها هل تسأل عن لقمتها هل تُسمعها كلمة طيبة هل تصرف عليها . أين القوامة التي وهبنا الله سبحانه وتعالى إياها . فقال لي . وهل يجب أن أعدل بينهم . هي كانت راضية منذ البداية . فقلت له يارجل . راضية من أجل كرامة والدها . فأين كرامتها معك . والله لو كان هذا فعل نسيبك مع أختك لذبحته . فسكت ثم هز رأسه و قال لي ( أي والله أنا نذل ) الآن شعرت بفعلي الدنيء لقد أخذتني محبة أولادي بعيداً حتى نسيت أن أتحدث معها بكلمة . هي معي بنفس البيت ولكني والله لا أرها ولا أهتم إن رأيتها أم لا . فقلت له الله خصيمك فيها و سيريك بطشه بأعز ماتملك بظلمك لها . (ويمدهم في طغيانهم يعمهون) . فقال لي إلخاطر الله لا تخوفني هسه والله العظيم أروح أبوس راسها و أستسمحها . (و أكعد أتعلل يمها .) والله يا أخي (الدنيا ناهبتني بالشغل و الويلاد ينسون أكبر واحد نفسو) . والله هي ولا تجي على بالي . 

فقلت له ( الخاطر الله أسكت لا هسه الله يكلب بينا السيارة ) فقال لي والله أني ظالم و ما أعرف بنفسي . فقلت له راضيها و أغسل قلبها بكلمة طيبة . عاشت معاك (٣٥) سنة ما إلها حوبة عندك . فقال لي والله أنا لم أهتم لها . بس مجرد إسمها الزوجة الثانية . و لا يوجد بيننا غير الكلام الطيب . لأن أني من أول ليلة إعتبرتها أختي . فقلت له ياريت تعتبرها أختك و تعاملها مثل أختك و تعزها مثل أختك و تحترمها مثل أختك . فإختنق بكلامة و بدأ يتحسر و يقول لي ( منين الله جابك عليا حتى توعيني ) فقلت له إطمئن . أنت ما تشتم ريحة الجنة من ورة زوجتك . إلا تراضيها . إعتبرها بنتك و عاملها بالحسنى . (فشهق وقال بنتي) . فقلت له . ترضى بنتك تعيش مثلها فقال لي . (غير أموت) . فقلت له فعلاً أنت ميت القلب و الضمير . فقال والله والله والله . هسا بوجهي للبيت الا أنا و أولادي نكعد نتعلل بغرفتها و هي تتمنى هذا الشي من زمان . فقلت له الله يهديك يارب . الى هنا وصلت الى مكان نزولي . ورفض ان يستلم مني الأجرة فرفضت و قلت له هذا تعبك . و وعدني بأن (يخلي الله سبحانه وتعالى بين عيونه) في معاملتها . فسألت الله سبحانه وتعالى له التوفيق و ودعته . تم بدون تصرف يشهد الله سجلت الحديث كما حصل

google-playkhamsatmostaqltradent