recent
أخبار ساخنة

في ذكرى العدوان الهمجي الأمريكي على مدينتي بنغازي وطرابلس وبيت الأخ القائد معمر القذافي 15/4/1986 درس يتوجب وعيه لإستعادة روح المقاومة وفهم أبعاد المؤامرة

الصفحة الرئيسية

 . 



. نجاح القائد معمر القذافي واخلاصه كمثقف قومي وحدوي مكنه خاصة  بين 1973/1977 من بلورة مشروع الثورة وإعادة صياغته في إطار نظري يستمد عمقه من المشروع الحضاري العربي وأن يستجلي معطيات الواقع تشخيصاً وتحليلاً ونقداً علمياً وموضوعيا ومكنه ذلك  من استشراف المستقبل واستعادة كل ذلك من خلال تجديد المشروع القومي في صياغة إبداعية نظرية ومعرفية عبرت عن منهج قومي في الاستقلال الحضاري والإنساني في تجاوز المفهوم الغربي بمنظوريه الليبرالي والماركسي وهو ما ادرجه لاحقا في النص الذي تضمنه الكتاب الأخضر نظرية سلطة الشعب. 


اولاً :

- مهم جداً التوقف عند تلك المرحلة لانه تم خلالها اشكاليات تتعلق بممارسة السلطة داخل ليبيا مختلفة ومخالفة لسياق الحكم التقليدي المستلب والتابع للغرب وما خلقته من توترات على مستوى الوطن العربي وما شكله من تحدي على الصعيد العالمي على النحو الذي تتعرض له الآن مرة أخرى.


كان الشهيد القائد معمر القذافي جادا ويملك الوعي والارادة القومية وقد التقي بالقائد عبد الناصر وأتفق معه على رؤية المستقبل وعلى القيام بخطوتين قبل الدخول في إعادة صياغة المشروع  القومي على خطوتين

 الأولى توحيد مصر وليبيا والسودان وقد تم توقيع ميثاق طرابلس ديسمبر 1969 وترتب على ذلك انجاز خطوة هامه داخل ليبيا وهي  تأسيس الاتحاد الاشتراكي العربي في كل من ليبيا والسودان وقد تشرفت بأن كنت ضمن المؤسسين بليبيا.


الثانية عقد موتمر قومي في شهر يونيو 1970 بطرابلس بعنوان قومية المعركة وقومية العمل الفدائي وحضره القائد عبد الناصر، و لابد هنا من التذكير بما قاله عبد الناصر وقتها "اترككم وأخي معمر القذافي  الامين على القومية العربية والوحدة العربية والثور العربية" لكن بموت عبد الناصر اختلت الموازين وتراجع السادات عن الخط القومي الناصري مصرياً وعربياً ، وهنا حصلت مشكله أثرت في العمل القومي داخل مصر وخارجها وهو ماقام به السادات في 15/5/1971 باعتقال قيادات مصرية محسوبة على توجه عبد الناصر والاعلان أن السادات رئيس جمهورية مصر بكل مسؤولياتها 

ذلك الموقف أو الانقلاب الداخلي ضرب التوجه القومى في مقتل، فضلا عن التراجعات التي قام بها السادات فإن أولئك  المسؤولين الذين خدعهم السادات ثم ضربهم لم يقبلوا أستمرار التعامل مع السادات بالنسبة للقوى القومية كثورة الفاتح التي كانت مرتبطة بعلاقات مع مصر في ظل ظروف المنطقة وعلاقات الدول المعقدة.


- كان القائد القذافي بذلك على إطلاع دقيق بالاوضاع العربية فبادر لعقد أربع مؤتمرات بين عام 1970/ 1973 وهي ندوة الفكر الثوري داخل ليبيا ثم مؤتمر للمفكرين العرب ببنغازي وأخر للمفكرين في العالم الإسلامي بطرابلس وكان المؤتمر الرابع مؤتمر القوى الناصريين عام 1973 والذي كان معولا عليه لكنه فشل في ضوء ما سبق الإشارة اليه وهو أمر قد أنعكس بعد ذلك على العلاق مع الناصريين. 


ثانيا :

بعد هذه المؤتمرات توصل القائد القذافي إلى استخلاص فكري وسياسي محدد وقد حضرت شخصيا اجتماعا بقيادة الاتحاد الاشتراكي العربي بطرابلس، قدم فيه تلخيصا لتلك الجهود بأنه لا توجد للامة العربية نظرية ولا جاهزية فكرية وسياسية تواجه النظريتين الراسمالي والشيوعيه.


- في هذا المناخ أعلن عام 1973 الثورة الثقافية والثورة الشعبية ودخلت ليبيا مع التغيير الثوري بالجماهير رفضا للواقع المستلب وتوجهت ليبيا نحو إعادة التأسيس الفكري والمعرفي خارج الضبط الأيديولجي الليبرالي والماركسي. 

- جاء الرد داخليا بمحاولات انقلابية محدودة ثم مطالبات وضغوطات سياسية داخل القوات المسلحة مثل محاولة الحواز وزير الدفاع وفي الشارع السياسي تحركت  مجموعات الاحزاب التي كانت تعمل دون ترخيص وقد تطور ذلك بعد الخلاف المعلن مع السادات عن توجه حرب أكتوبر التي قدمت لها ثورة الفاتح كل الامكانيات لكن القائد أعلن انها (حرب تحريك   وليس حرب تحرير) وبعدها وفي ذلك المناخ جاء (انقلاب المحيشي 1975) الذي دعمته الولايات المتحدة ونظام السادات وبعض الرجعيات العربية لكنه افشل وتم تصعيد الثورة عربياً وعالمياً. 

- عام 1975 صدر  الجزء الأول من الكتاب الاخضر الركن السياسي النظرية العالمية الثالثة واستكمله بعد ذلك بالركنين الاقتصادي والاجتماعي .

- في هذا الإطار أعلنت الجماهيرية في عام 1977 كنظام حكم يعتمد الديمقراطية المباشرة وسلطة الشعب على أساس تفسير التاريخ بأنه صراع القوميات وأعاد الأعتبار للجماهير وسلطتها. 

- في سياق مواجهة تحديات الواقع العربي بعد زيارة السادات للقدس عام 1977 حاولت ثورة الفاتح مواصلة ذلك المنهج الحواري محاولة لتوحيد القوى القومية والثورية حول فلسطين والمقاومة والوحدة العربية. 

* حيث عقد مؤتمر الشعب العربي عام 1977. 

* المجلس القومي الثقافي العربي 1982

* مؤتمر القيادة القومية لتوحيد الفصائل الثورية العربية 1985. 

* ثم عقد مؤتمر الحوار  الثوري الديمقراطي 1989 الذي حضرته القوى القومية والماركسية والإسلامية في أول مبادرة من نوعها. 

لقد كانت جهود القذافي القومية فرصة تاريخية واعدة لم يحسن الاستفادة منها لأسباب عديدة. 

ما احرى القوى القومية الجادة بإعادة درس هذه التجارب الملحمية على مختلف الأصعدة للتعرف على مواجهة الواقع العربي من تحديات أخطرها أن العدو الامبريالي الصهيوني صعد عنوانه واستعمال الانظمه الرسمية خاصة الرجعية. 


ثالثا :

هكذا إذن تحدد وتبلور مشروع ثورة الفاتح من سبتمبر مشروع قومي عربي أممي تحكمه استمرارية المشروع القومي الذي جسده عبدالناصر لكن بعد أحكام وابداع تطويره وتجديده بمحددات نظرية وصيغة منهجية لاتنسج على منوال أي من النظريتين الحاكمتين عالميا، ذلك خلق ضجة وتحديات خطيره على مختلف الاصعدة وطنيا عربيا وعالمياً. 

ولأن الحديث هنا عن العدوان والتحديات التي واجهتها ثورة الفاتح من الحصار والضغوطات التي واجهتها من  الانظمه العربية بكل  اسف .

- بعد أعلان الجماهيرية كنظام حكم يعتمد سلطة الشعب والمشروع القومي والأممى تحملت مسؤوليتها الوطنية والقومية ومع شعوب العالم الثالث وعلى المستوى العالمي .


وقد برز دور ليبيا الجماهيرية بقيادة القائد معمر القذافي بعد حل مجلس قيادة الثورة وإعادة صياغة ليبيا في إطار الفكر القومي الجماهيري وطرح مشروع التحرير والوحدة والتقدم فخطت تكرس دورها بكل قوة وكان في ذلك تصادم مع القوى الامبريالية والصهيونية والرجعية على صعيد المحتور  الفكري أو الممارسة العملية في صياغة سياسة نظرية وعمليه تكرست بعد طرد القواعد الأجنبية وتلييب الاقتصاد الوطني وتأميم النفط دخلت في مواجة مع خط كامب ديفيد وقيام جبهة الصمود والتصدي وتبني مشروع تحرير فلسطين ودعم الثورة الفلسطينية وحركات التحرر في العالم .

وقد توضح خط الثورة القومي المعادي للامبريالية والصهيونية والرجعية في مجمل السياسات الداخلية والعربية والعالمية بإلاضافة إلى أعادة صياغة الداخل الليبي على أساس ديمقراطي تقدمي وتم فتح الحدود والغيت التأشيره وبدأت تبرم اتفاقيات الوحدة مع كل دول الجوار وصولا الى سوريا شرقا والمغرب غربا .

- وعلى الصعيد الثوري توضح دور ثورة الفاتح في فلسطين ولبنان في التصدي للكيان الصهيوني ومشروع الاستسلام حتى بلغت الأمور حد الاختلاف مع تدخل الجيش السوري في لبنان وزادت ليبيا  من دعمها للثورة الفلسطينة وقد حدث ذلك خلال الغزو الصهيوني لجنوب لبنان عام 1978 وهو ما أقتضى أعادة التفاهم مع سوريا خلال اجتياج  الكيان الصهيوني للبنان واحتلال بيروت وتم دعم المقاومة حتى تمكنوا بدعم سوري ليبي من الغاء إتفاق أيار مايو مع الكيان الصهيوني .

- وهكذا تبلور الدور الثوري القومي التقدمي     للجماهيرية وتطور علاقاتها بمحيطها العربي والافريقي والمتوسطي حتى أنها حققت علاقات تنظيمية مع الاحزاب الاشتراكية في البحر المتوسط، وتم تأسيس منظمة الاشتراكيين ومقرها بطرابلس أنضم لها كل الاشتراكيين في المنطقه مما أزعج الامبريالية والصهيونية والحزب الاشتراكي الفرنسي بقيادة ميتران.

- ومع صمود الامة العربية في موجهة كامديفيد وتصاعد الثورة الفلسطينة ومقاومة الشعب المصري للتطبيع والذي وصل حد اغتيال السادات عام 1981 وبدا وكان المد القومي العربي يستعيد دوره على الصعيد الشعبي. 

 

رابعاً :

- كانت الامبريالية الأمريكية ترقب وتتابع تطور ليبيا ومشروعها التحرري الذي بدأ يلقى التجاوب عربيا وعالميا وأصبح لها علاقات عالميه مع الاتحاد السوفيتي وأوروبا والصين فأقدمت أمريكا على افتعال حادث بالبحر المتوسط امام شواطى ليبيا يتعلق بالجرف القاري لليبيا منطقة خليج سرت  وعدم اعتراف الامريكان الا بـ 12 ميل بحري  وتدخلت أمريكا بطيرانها وغطرستها فجاء الرد الليبي مجلجلا وفورا بطراد بحري بقيادة للقائد معمر القذافي وبإسناد من الطيران الليبي وسماه في بيان معلن خط الموت واسقط الليبيون طائرة امريكية في البحر المتوسط .

- بعدها بدا الامريكان يوجهون بسياسات عدائية مباشرة تجاه ليبيا سياسية واقتصادية وعسكرية بالتنسيق مع فرنسا وعدد من دول المنطقه ولما تبين ان الثورة ماضية في طريقها فقررت أمريكا استخدام القوة العسكري فهاجمت ليبيا بعدد 170 طائرة حربية من عدة تشكيلات عبر القارات 1986. 

- كانت تلك الهجمة غير المبررة من أكبر دولة في العالم خارج اطار مجلس الأمن جسدت ان القوى الامبريالية والصهيونية ضاقت ذرعا بثورة الفاتح القومية التحررية وقدرت انه بعملية عسكرية نوعية غير مسبوقة سيتم التخلص من القائد معمر القذافي وتوجيه عقاب للشعب الليبي الذي يسكن معظمه في مدينتي طرابلس وبنغازي، لكن شئيا من ذلك لم يتم وتواصلت الجماهيري دورها القومي والاممي .

- جاء بعد ذلك دور فرنسا ضد ليبيا في تشاد عام 1987 والذي للأسف شاركت فيه بعض الدول العربية بكل اسف وترتبت عليه تطورات نالت من حدود ليبيا والعدوان على القوات الليببة في تشاد .


خامساً : 

- تصاعدت بعد ذلك المواجهات بين ثورة الفاتح والقوى الامبريالية خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي و ظهر  الامريكان كقوة مهيمنة  على الأوضاع الدولية بدا التنسيق الأمريكي البريطاني الفرنسي باتهام ليبيا بالارهاب الدولي .

- مع بداية التسعينيات تم فرض الحصار أمريكيا وعبر مجلس الأمن ضد الجماهيرية لممارسة الضغط  والتأثير على قدراتها وعلاقتها مصحوبا بحملات دعاية خطيرة لاساءة سمعة الجماهيرية وشيطنة شخصية القائد معمر القذافي. 


سادساً :

- وهكذا كل تلك المواجهات كان يخوضها الامريكان في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد للقضاء على الامة العربية وتم توظيف طروف التخلف والتجزئة والتبعية ووظفت المعاناة وأوضاع الارتباك وشعار الديمقراطية وتم تفجير الوطن العربي بما سمي بالربيع العربي .

- وجاء دور الانتقام الامبريالي الصهيوني  الرجعي للانتقام من ليبيا والتخلص من نظام الجماهيرية والقائد معمر القذافي، بعد الأحداث بتونس ومصر وهو ما سهل التدخل في ليبيا سياسيا ثم عسكريا لأسباب لايصدقها عاقل حتى تم توريط مجلس الأمن الدولي وإصدار القرارات  1970 / 1973 وتم تكليف حلف الناتو بشن عدوان 2011 الذي دمر ليبيا واغتال القائد وفرض محنة دامت لعشر سنوات وللأسف لاتزال المعاناة وتجاهل حق الليببين في الخروج من هذه المحنة المفروضة عنوة وقد مزقت الشعب الليبي واضعفته وفرضت عليه خدمة مصالح المعتدين فما أحرى الليببون اليوم بالمصالحة الوطنية   والتصالح مع تاريخهم وتمزيق قيود التخلف والتبعية واستعادة وطنهم دورهم الوطني القومي.


السفير عمر خليفه الخامدي

google-playkhamsatmostaqltradent