recent
أخبار ساخنة

أهلا بعامي الجديد ....

الصفحة الرئيسية

 



بقلم : روان بنت جاسم القاسمية


مع ذهاب كل عامٍ، وقدوم عامٍ جديد، نسائل أنفُسنا بعض التساؤلات: 


** هل ما مضى مضى كما أردنا،ورجونا، وخططنا، أم أنه مضى، ولم نحقق فيما رغبنا شيئا؟.

**  هل رحل دون إنجازٍ يُذكر؟.

** هل نكبر فحسب؟.

وقتنا الذي يمضي هو عمري، وعُمرك، فالأعوام هي تكوينة العمر، فماذا قدمت، وادخرت؟، وماذا فاتك واندثر؟.

** هل أعددت، وتجهزت لعامك الجديد؟.

** هل ستتفكر في استثمار، واقتناص الفرص، أم أنت كما أنت، لا تزال تضع أهدافا، وتؤجلها؟.


ما من عامٍ يمضي إلا وقد خسرنا شيئا، وأهدرنا فرصا، ومات لنا حبيب، وفارقنا صديق، وأضعنا هدفا، وأخفقنا، وفشلنا، ولم يمر عام أيضا إلا وكسبنا مالا، وحققنا ثروه، واكتسبنا موهبة، وحصلنا مهارة جديدة. حققنا بعض الأهداف، وبعضها الآخر نعمل عليه. اكتسبنا صحبة صالحة تعيينا على إقامةالدين، وحققنا إنجازا نفخر به. 


نعم، هناك أمور مضت، وهناك أمور لن تعود كما كانت، ولكن ما دمت تتنفس ،وما دمت حيا ترزق- فهناك أمل، لديك وقت لديك الآن لديك "كل يوم"، إن لم تكن قد خططت من قبل فابدأ الآن، ولا تكثر على الماضي التأسف، والحسرةٍ، والندم، والأسى.


اعلم أن وقتك هو عمرك، هو حياتك، فاحزم أمرك، وخذ مما مضى أجمله، وأبدأ عامك بإرادة قوية، ورؤية واضحة صفية، وعزم على تحقيق إنجاز، والوصول إلى هدف.


أتى عامي الجديد حاملا معه الكثير من الأهداف، والنيات، والعديد من الأماني،والآمال كعامي الماضي، وعامي الذي قبله، والعام الذي قبله أيضا لِلنقل منذ تخرجي، وإلى الآن، وأعوامي تحمل الكثير من الأهداف التي تحتاج إلى تحقيق، والتي كنتُ أسطرها سنويا في مُذكرتي، آملة يوما ما أن أُحققها، وأشعر بالفخر، ولذة الإنجاز في نهاية السعي .


ولكن لا، وياللأسف من "لا، ولم".

 لم أنجز شيئا يذكر، كنت أفكر كثيرا بماذا سأُجيب عندما أُسأل من ربي عن عمري

 (في السؤال الأخروي الذي ينتظرنا جميعا):

"فيم أفنيته؟".


كنتُ كثيرة التأجيل، كثيرة التسويف، عديمة الإرادة، كنتُ أرى فعل اللاشيء أسهل، وأيسر من التقدم، والإنجاز.

 كنتُ أختار "لا أعلم"، و "لا أدري"، و "لا أعرف" عوضا عن "سأعلم"، و"سأتعلم"، و"سأبحث" إن كنتُ لا أعرف.


كنتُ لا أتعب في الحصول على الشيء، ولا أكترث إن لم أحصل عليه، مستسلمة، وكنتُ أرى الاستسلام خيارا سهلا، يدعم منطقة راحتي التي عجزت عن الخروج منها، وكلما حاولت فشلت، فتوقفت عن المحاوله قليلا.

ما أستمر من أجل "الشيء" الذي أحب تحقيقه، وكنت أبقى فيها سنين طويلة، واعتزلت البشر، فتراجع استيعابي، وضعفت ذاكرتي.

كنت أكبر على وأنا على سريري، لا أغادره كثيرا، فكان ذلك سببا في انتكاسة صحتي، ومعاناتي النفسية، ومتاعبي الجسدية.


حين أنظر إلى ماضيّ لا أرى شيئا سوى الإخفاق، والضياع، والتيه، والمرض.

لم أُحسن استخدام وقتي، والآن أعيش نتيجة أفعالي، وها أنا ذي، أراني عبئا على نفسي، وعلى عائلتي.

 لن أستطيع فعل شيء حيال ذلك سوى التعلم من دروس الحياة الماضية، والمضي قدما نحو الهدف، ومضاعفة الجهد، والعناية بوقتي جيدا؛ لأنه عمري الذي يمضي.


شكرا لله الذي جعلني أدرك الأمر، وأحسن الرؤية من جديد، وأعود إلى ذاتي، وطموحي، وإن تأخرت في ذلك.


ماذا تعلمت من أعوامي التي مضت؟، وماذا أعددت لعامي الجديد؟.


** تعلمت أن ما حدث لي كان بسببي، وبإرادتي.

أنا فعلت هذا بي، ولا ألوم أحدا من البشر.


** تعلمت أن أقدم الحب لنفسي أولا، ثم أقدمه للآخرين، وأن أحنو على نفسي أولا، وأهتم بها،واغفر لها مساوئها، وأسامحها، وأطبطب عليها، وألا  أقسو، أو أكون شديدة عليها.


**تعلمت أيضا أن الصحة، والعافية نعمة عظيمة، وأن أحمد الله، وأشكره عليها في كل حين، وساعة، وأسال الله أن يشفيني، ويشفي جميع المرضى المُسلمين.


** تعلمت أن الدنيا يحكمها ناموس السماء:"كل من عليها فان:، وأن علينا الاستثمار في يومنا الدنيوي من أجل الغد الأخروي.


وما نويت في مستقبل عمري؟


** نويت بإذن الله حفظ القرآن الكريم، وأسال الله أن يرزقني، وإياكم حفظه، وتلاوته، وفهمه، والعمل به، وأن يكون شفيعا لنا يوم القيامة.


وختاما، لقد أدركت، وصحوت، ووعيت متأخرة، ولكن هذا الوعي خير من ألا أصحو، أو ألا أدرك أبدا.


** نويت ملء عامي الجديد بالإنجاز بكل ما أوتيت من طاقة، وما رزقت من جهد.

 

** نويت اغتنام كل ساعة فيما يعود بالنفع علي في الدنيا، والآخرة، إن شاء ربي.


وأهلا بعامي الجديد

كل عام أنتم  جميعا بخير، وصحة، وتوفيق.

google-playkhamsatmostaqltradent