recent
أخبار ساخنة

بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وآله و سلم

الصفحة الرئيسية

 



قصة .. 

بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وآله و سلم 


هكذا صعدت ُ الحافلة ................

الاستاذ /نشوان ذنون عبد الله 

والله العظيم .. هذه الحادثة من أسراري الشخصية ..

أبوح لكم بها بعد أكثر من (٢٥ سنة) بمناسبة مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و آله و سلم  ..

لعل الله سبحانه وتعالى يؤجرني و إياكم بها  ..

والله من وراء القصد و النية ..


كان ذلك في صيف سنة ١٩٩٦ عند إستلامنا وجبه جديدة من المنتسبين الجدد .. وكنا بحاجة في ذلك الوقت الى مؤذن و إمام الى (مسجد التُقى) في وحدتنا العسكرية .. ومع نزولهم من الحافلات .. كان قد حان وقت صلاة الظهر فدخلنا المسجد لإداء فريضة الصلاة فدخل معنا ذلك الشاب الوسيم .. الذي كان يتلألأ وجهه رحمة و نور للصلاة .. فأشرنا فيما بيننا إليه جميعاً .. بأن هذا من سنختاره ليكون الإمام و المؤذن في مسجد وحدتنا .. بدون علمنا بإسمه أو بشهادته أو صوته أو حتى ثقافته .. فقط .. بمجرد رؤيتنا له .. دخل في قلوب الجميع بدون إستإذان .. وبالفعل بات تلك الليلة في غرفة الإمام .. كإمام في المسجد .. ثم بدأنا بالتعرف عليه .. إسمه ( محمد ) أنهى كلية الشريعة هو من النسب الشريف .. كان ذا شخصيه فذه و صورة مهيبة و جلال و جمال لا يضاهى .. وله ثقه بالنفس مطلقة .. تنبع من عين قلبه الصادقة .. التي تستطيع أن تقرأ بعض خفايا النفوس و بواطن القلوب .. و قلب يقظ لا يفتر عن ذكر الله و الصلاة و السلام على رسول الله في كل نَفَس يتنفسه  ..  بدأ الجميع يتودد و يتقرب له من كافة الرتب و الملل و النحل .. وهو كالكتاب المفتوح .. لا نرى منه غير الصدق والوضوح .. فكما قلت سابقاً .. هو قد دخل قلوب الجميع بدون إستئذان .. و المحبة لا تشترى من الدكان .. هي هبه و هدية من الرحمن .. من دون الجميع رأيت إهتمامه لي و تعلقه بي .. فكان يريد ان يثبت لي صدق محبته .. فجعلني أخوض معه غِمار دروس الفكر .. و دموع الذكر .. و قيام الليل بالمناجاة و الشكر .. بعد فترة ليست بالقصيرة كانت إجازتي فسألني كيف السفر الى الموصل .. فقلتُ له .. أووووه إنه متعب جداً .. بهذه المواصلات المزعجة .. فمن الصعوبة أن تركب في حافلة .. بدون ان تتسخ ملابسك و تتدافع مع الركاب .. من اجل حجز مقعد بسهولة .. فالأمواج البشرية على الحافلات تموج بك .. فموجة تأخذك لليمين و موجة تأخذك لليسار .. (فإبتسم بثقة) ثم قال .. إذا نزلت اليوم و وصلت الكراج .. فقف في جانب الطريق و في أي مكان تختار و لا تحتار .. و إترك حقيبتك على الأرض .. وإنفض عن قلبك غبار الهموم و الأفكار .. و إستجمع شتات نفسكِ .. وخشوع قلبكِ .. بفطرتك السليمة و عزيمتك الهميمة .. دون تمثيل أو رياء أو إدعاء .. وإنسى كل شيء حَولك .. إلا الله رَبك .. ثم إبدأ بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم ) فإذا فعلت و   ((صدقت))   .. فستأتيك ((دعوة)) المحبين بمنتهى (الحب و الإحترام ) .. وسنرى (كم حافلة ستغادر) حتى توجه لك (الدعوة) .. وبالفعل وصلت الكراج في الساعة (٩) ليلاً و أنا في طريقي الى الموصل .. فرأيته كيوم المحشر .. مليء بالبشر .. و لا منشأة ولا حافلة موجودة للسفر .. تركت حقيبتي على الأرض .. و بدأت أهييء نفسي وقلبي للصلوات و الأذكار .. وأنفض عن صدري كل الهموم و الأفكار .. و أدخل في دائرة من الود و الأنوار .. وبدأت أردد ما علمني من الصلوات و الأذكار .. بمحبة سيدنا المصطفى المختار .. صلى الله عليه و آله وسلم .. و أقول (( اللهم صلِ على سيدنا محمد صلاة أهل السموات و الأَرَضِيين عليه و أجرِ ياربي لطفكَ الخفيَ في أُمورنا وعلى آله وصحبه وسلم)) .. مرت دقائق و أنا مغمض العينين وقد تهت عن الدنيا و عن نفسي حتى أضعت بفكري أين أنا .. إخترق صوت مزعج جداً لحافلة مسرعة وهي مغادرة .. مسامع خشوع قلبي المستكين .. وهي مغادرة من قربي .. و شعرت بها تتوقف من بعيد .. (لم أهتم) .. فوسوس لي (أبو مُّرَة .. الشيطان ) (هه .. فاتتك اول حافلة) .. فقلت مع نفسي .. أعوذ بالله من وسوسة الشيطان .. فقطع صلواتي إستإذان شخص .. ففتحت عيني و إستدركت نفسي و إنتبهت .. فإذا بشاب يقول لي .. من رخصتك هل انت حاجز .. فقلت له ( لا ) .. فقال لي أنا سائق هذه الحافلة .. و يوجد مقعد فارغ خلف السائق .. إذا كنت تريد السفر فتفضل معي .. فقلتُ له شكراً   من دعاك لدعوتي .. قال لا ادري أنا دائما أترك مقعد فارغ لنفسي .. فربما أجد صديق أو قريب أو حبيب .. فرأيتك من بعيد .. (فتحرك لك قلبي .. دون أن أدري) .. فربما تكون انت صاحب المقعد .. فرفعت حقيبتي من على الأرض ..  وتبعته الى حيث أجلس خلفه و ((بأول مقعد)) و بأول حافلة مغادرة الى الموصل .. وبمنتهى ((الحب و الإحترام)) .. و إنا أنظر الى الساعة وهي تشير الى (التاسعة والربع) و أنا أفهم و أتعلم أول دروس الصدق مع الله .. أول دروس الحب في الله و بالله ومع الله سبحانه وتعالى و (ببركة الصلاة) على سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه و آله وسلم) .. ما ان جلست في الحافلة حتى .. قلت مع نفسي .. رُحماك ياربي .. و أنا بين مصدق و مكذب لحالي .. فعدتُ أردد مع نفسي صلواتي و أذكاري و أنا مبتهج لهذا الموقف السعيد .. و تمنيت لو أني أعود الى وحدتي لأخبر معلمي و إستاذي عن نتيجة ( بركة الصلاة على رسول الله) صلى الله عليه و آله وسلم .. فسعادتي بالحدث كانت اكبر من الإجازة .. وبالفعل انتهت الإجازة وعدتُ الى الوحدة .. ودخلت عليه لأُخبره بما كان .. فإبتسم لي و قال .. هذه نتيجة (الصدق مع الله) .. ثم  ألم تقرأ حديث .. (أُبي بن كعب)  عندما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. بصلاتك عَلَي .. (يكفى همك و يغفر ذنبك) .. تم

للقصة بقية

google-playkhamsatmostaqltradent