recent
أخبار ساخنة

للمتزوجين فقط .. بعت أولادي

 


الاستاذ / نشوان ذنون عبد الله

أعرفه منذ سنة ١٩٨٩ فقد كنا نعمل معاً في نفس الوحدة العسكرية .. مما جعلت هذه المعرفة تبني صداقة معتمدة على الثقة الخالية من المصالح الشخصية .. صداقة تحطمت عند أعتابها كل قيود الشك و الإعتذار .. و منحتها كل معاني الصدق و الإعتبار .. و لتكشف فيما بيننا كل الخبايا و الأسرار .. بصدق النوايا بلا أعذار .. و لتبوح قريحتنا كل ماتخفيه حناياها من صمت الأفكار .. و هواجس الأخطار .. و بالرغم من إنه كان أكبر مني بثماني سنوات و أقدم مني برتبتين .. لكنه كان يصارحني بكل كبيرة .. و يطلعني عن كل صغيرة .. و عن كل ما يجول في خبايا عقلهِ .. و بما يضيق به صدره .. و هذه الصراحة دقت أسس و أركان هذه الصداقة بإحترام .. مضت بنا السنين مسرعة .. على بعضها متدافعة .. بتراكمها مفزعة .. لا توقفها طاعة .. و لا تردعها شفاعة .. حتى سحقت أعمارنا تحت دواليب عقارب الساعة .. و في أحد أيام صيف سنة ٢٠٠٧ جائني صديقي القديم الى سوق باب السراي للسلام .. و هو على أحلى ما يكون .. بأجمل صورة و أبهى حال .. ومعه (سيدة متلمعة .. متباهية متنطعة ) لا أعرفها .. ثم (همس) في أذني قائلاً .. أبشرك هذه زوجتي الجديدة وهي مُدَرسة في مدرسة كذا .. فقلت لصديقي .. ماذا ؟ .. و أم الأولاد و الأولاد و البنات .. فقال لي هه .. ضنت أنها ستقهرني فشرطت علي أن أكتب لها البيت و الأثاث و السيارة .. فسجلت لها ما أرادت .. كل شيء سجلته بإسم أم الأولاد .. ثم قال لي .. و قلت لها إشبعي بالبيت و الأثاث و السيارة و إذا شئت أن تسجلي الأولاد بإسمكِ فأفعلي .. لقد إستغنيت عنكِ و عن كل شيء .. و تركت كل ما بنيته بتعبي و بكل سنين عمري لكِ .. و أشتريت حريتي و نفسي منكِ .. ثم قال لي البيت و الأثاث و السيارة تعادل قيمتها ٤٠٠ مليون دينار .. و (تركت الأولاد لها) فوق هذا المبلغ الضخم .. أنا فقط أُريد أن أعيش أيام حياتي المتبقية بحرية .. والتي مضت بدون سعادة .. فقط بلا منغصات الطلبيات و المسؤوليات و جيب و هات .. فقلت له .. إن تسمح لي هل أنت بكامل قواك العقلية تتكلم .. فقال لي .. هه أنا أعيش اليوم أعقل أيام حياتي و أتصرف بالشكل الصحيح .. فقلت له و أين ستعيش .. فقال لي لقد أجرت شقة جميلة و بدأت بتأثيثها على أرقى ما يكون بأفخم الأثاث .. أنا و زوجتي الجديدة .. و سأعيش أيامي السعيدة التي لم تأتي بعد .. بالمناسبة صديقي كان قد تقاعد برتبة (عميد ركن) و راتبه التقاعدي يؤهله لأن يعيش برفاهية .. تمنيت له السعادة من كل قلبي .. رغم ما كان يساورني من شكوك بفعلته مع زوجتهِ و أولاده .. مضت سنة على زيارة صديقي لي .. و أنا لا أعرف عن أخباره أي شيء .. و ليس بيني و بينه أي رقم أو إتصال .. فإذا به في صيف سنة ٢٠٠٨ يقف أمامي .. وهو كالشبح و كأنه (خيال إنسان) و كأنه قد خرج للتو من مصح عقلي .. فشكله يوحي لي بالمرض النفسي (فالهالات السوداء) تحت عينيه و ملابسه التي لم تغسل و لم تكوى .. و شعره الأشعث بشكله العجيب .. يا الله لو أني لا أعرفه لقلت بأنه ليس هو .. فقلت له (فلان ! ) قال نعم .. فقلت له ماذا حدث لك .. هل هذه هي السعادة التي كلمتني عنها .. فأخذ نفس عميق و بدأ يتحسر .. ثم قال لي . لقد كنت أحلم و كذبت على نفسي بحياتي الجديدة .. لقد طلقت زوجتي الجديدة منذ شهران .. بعد أن عشت معها ( ١٠ أشهر ) هي أتعس أيام حياتي .. لقد كنت مَلِك في بيتي القديم مع زوجتي و أولادي .. وكل شيء كان يُقدم لي على بساط الأنس و الدلال .. و على طبق من الحب و الإحترام و الجلال .. بضجة بيت جميلة حلوة لا تخلو من ضحكات الكبار و قهقهات الصغار .. بمسؤولية أدركت فيها أنها كانت قمة سعادتي .. ثم لأجد نفسي بعد ذلك في شقة مع سيدة غريبة .. لا تربطني بها غير الرغبة المجنونة .. و الشهوة الملعونة .. ثم لأصحو من خيالاتي فإذا بي .. إذا أرضيتها أرضتني و إذا خالفتها خالفتني .. تعاملني بالند  للند .. حتى إنها لا تطبخ او تنظف شقتها لتقول لي .. واحدة بواحدة . عندك راتب و عندي راتب . تخدم نفسك بنفسك .. انا لست جاريتك .. لقد سجلت كل شيء بإسم زوجتك القديمة .. إذهب إليها .. ثم قال لي .. آه لقد هدمت بيت سعادتي .. و بنيت بيت تعاستي .. فقلت له .. هل تصالحت مع أم الأولاد .. فقال لي .. ذنبي كبير لقد إستغنيت عنها و عن كل شيء في سبيل أنانيتي .. و ها أنا ذا أعود لبيتي القديم مكسور الخاطر نادم .. ليس كما كنت فيه سابقاً .. فبيدي شوهت كل تلك الأيام و الذكريات الجميلة لحياتنا السابقة السعيدة . فقلت له ألم يقبلوك .. قال بلى .. و لكن انا كالمجرم الذي يحوم حول الجريمة و يحس بذنب ما إرتكب .. فُقِدَت الثقة .. بيني و بين زوجتي و أولادي رغم إنهم يعاملوني بحب و حنان و إحترام .. لكن ذنبي كبييير .. فقلتُ له أتمنى أن تنصلح لك الأمور و تطيب لك الحياة مع من كنت تحب .. فقال اللهم أمين .. ثم قال لي إياك إياك أن تخطأ خطئي و ترتكب حماقتي .. فإني درس قاسي لنفسي و لغيري .. فقلت له أحسنت النصيحة سأبلغ كل أصدقائي .. تم

google-playkhamsatmostaqltradent