recent
أخبار ساخنة

الطريق إلي الوحدة العربية

الصفحة الرئيسية


صعباً ومعقدا لكنه ليس مستحيلاً ويمكن تحقيقه من خلال إعادة تأسيس وتعريف الوحدة العربية لأجيال الحالية . والقادمه عبر تجاوز الخطاب النمطى  الوحدوى الكلاسيكى  والرؤية الميثولاجيا التاريخية التى تركز فى خطابها على الأمة الموحدة عبر التاريخ، وعلى  القواسم المشتركه التاريخية والدينية واللغوية، والاهتمام بالطابع البراغماتى للوحدة على غرار الاتحاد الأوروبى. أى على المضمون الاقتصادى. لكن الصعوبة والفشل في الوحدة والتواصل  في المجتمع العربى هيمنة العاطفة على قراراتنا وتوجهاتنا فبالعاطفة نقرر ونمجد  الوحدة العربيه  وبالعاطفةأيضا نقرر الانفصال والتحزب ، وبالعاطفة نكون أشقاء اخوان  وبالعاطفة يلعن بعضنا بعضا، ونكفر ونقتل بعضنا ونكون  أكثر حدة وعنفا وثورة وعداء  واستعداء عند أي خلاف من هنانجح  أعداء الوطن  والقوة الإمبرياليه من صنع داعش الارهابى  وتمويله يذكرنا بمقوله على ابن أبي طالب  رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنه قبل 14 قرناً: إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأرض، فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم، ثم يظهر قوم ضعفاء لا يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم أصحاب الدولة، لا يفون بعهد ولا ميثاق، يدعون إلى الحق وليسوا من أهله، أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء.ارتدوا عباءة الدين وهو منهم براء، فالدين لا يقر أفعالهم ولا فهمهم ولا تأويلهم للنصوص فعواطفنا متطرفة في جميع الحالات بعيدا عن التفكير العقلاني المنطقي،  نجد الاحتراب الطائفى والصراع  المذهبى أصبح يهدد النسيج الاجتماعى، واتساع دائرة الاتجاهات الإقليمية والانعزالية علينا الانتقال من عالم المثل والأمانة والاطراء إلى عالم  الواقعية السياسية، علينا التدرج والمرحلية وإعادة التفكير في التقارب الفعلى والتواصل بين الحكام و الشعوب العربية..نفكر فى إنشاء سكة حديد، و إلغاء التأشيرات والحواجز، وتوحيد المناهج الدراسية وآليات التحديث التعليم ما قبل الجامعى وتكامليه الجامعات والكليات  العربيه  وتوحيد مسيمات الكليات و نوعيات التخصص، الوحدة الجمركية، السوق المشتركة. وتجاوز معضلات الاندماج الوطنى والصراع بين  الأعراق والطوائف واحترام الخصوصيات الوطنية والدينية والعرقية..فالوحدة العربية تجتمع فيها  المبادئ والمصالح معاً، وقيم وروابط تاريخية  يدفعنا نحو الوحدة بعيداً عن التشرذم والتناحر والانعزال.

 ان من أول مستلزمات الوعي بأهمية الوحدة العربية هو الابتعاد عن منطق الانقسام (أياً كانت مبرراته) والتهاتر (أياً كانت دوافعه) والدعوة إلى ان نتعامل مع ايجابيات بعضنا البعض، سواء كافراد او كجماعات، والتصرف دائماً وفق العقلانية والمنطق وعدم تخوين الآخر  فاحتكار الرأي والصواب ليس من شيم العلماء والحكماء بل يجب على الإنسان أن يكون متقبلًا للرأي الآخر مستقبلًا له بحسن نية، حتى إننا نجد الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول مقولته المشهورة: «رأيي صَوابٌ يَحتَمِلُ الخَطأ، ورأيُ غَيري خَطأ يَحتَمِلُ الصَّوابَ» المسؤل يزعم أنه صاحب فكر ليبرالى مستنير ، ولا يتوانى عن التشدق بمقولات وشعارات رنانه  عن احترام الرأى والرأى الآخر وقبول الآخر ، نظريا طبعا، لكنه عند التطبيق العملى الميدانى يضيق ذرعا بمخالفيه، ويسارع بمناصبتهم العداء، ومحاربتهم.ونتقن بذلك رسم الصورة المثالية التى نرغب أن يرانا الآخرون الأشقاء بها حتى وإن كانت مجرد واجهه تجميلية كاذبة. علينا احترام  ثقافةالاختلاف والتنوع  هذا هو ما سيؤدي إلى إنشاء مجتمعات  عربيه مفتوحة الآفاق، يقدم أفرادها آراءهم ويتقبلون آراء الآخرين، لا مجرد كلام نردده نظريا فقط  ونفشل في تحقيقه عملياً.إننا في هذه الأيام  المباركةأحوج ما نكون إلى الوحدة  والاتحاد والاعتصام بحبل الله؛ أن نبادر جميعا إلى تعظيم الجوامع واحترام الخلافات. وإلا وقعنا في الفرقة والتناحر والطائفية،ونحن أحوج ما نكون في هذا  التوقيت إلى الاعتصام بحبل الله؛ نتمسك به فنحن إخوة في الله، وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا بإذن الله تعالى.

.د.وجيه جرجس استاذ الإعلام بجامعة بنها

google-playkhamsatmostaqltradent