الشاهين بردا وسلاما على عُمان
ما بين الأمسِ واليوم يغيرُ ﷲ الحال من حالٍ إلى حال
بعد سنواتٍ عجاف ..
وأجدبت الأرض ..
وهلگ الزرع ..
وگادت الناس أن تتقاتل على قطرة الماء.
وعندما نقلبُ بصرنا على هذه البسيطة هنا وهناگ يگادُ اليأس يشقُ طريقهُ بقلوبنا ..
أبارٌ جفت ، وأبارٌ تملحت ، ومزارعٌ ماتت ، بزغت هنا "رحمةُ ﷲ" التي وسعت گل شيء.
ونقولُ: دوامُ الحالِ من المحالِ ، لا شيء يساوي فرحة رؤية المطر ينهمر حباتٍ گأنها عقدُ لؤلؤٍ أنتثر ، وتسيل الجبال بمائها وتجري الأودية والجداول ليروي عطش البلاد وضمأ العباد ، نهايةُ قصة سنوات عجاف.
{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم وﷲُ يعلمُ وأَنتُمْ لا تَعلمُونَ}.
تناقل الناس عبر وسائل التواصل الإجتماعي خبر قدوم إعصار سوف يضرب سواحل سلطنتنا الجميلة خلال أيام!!
وگما بثت وسائل الإعلام العُمانية بيانٌ صادرٌ من الأرصادِ الجوية يُشيرُ إلى تگون إعصارٌ مداريٌ في المحيطِ الهندي على بعد گذا أيام وگذا گيلومترات ..
وأنه هناگ إحتمال أن يصل هذا الإعصار إلى سواحل السلطنة وان يأخذ هذا التنبيه على محمل الجد ، إلا أنه لم تتضح الرؤيا أين سيگون مسار هذا الإعصار؟!!
بعد متابعة مستمرة للحالة القادمة..
تبين أن هذه المرة سلگ توجه مختلف تماما عما تعودنا عليه من سابقاته من الأعاصير ، حيث أن مسار هذا الإعصار سوف يگون على سواحل محافظتي شمال وجنوب الباطنة وهو بذلگ يگون الأول من نوعه!!
وبالتحديد بين ولايتي "السويق والخابورة" وله إمتداد من ولاية بركاء إلى ولاية صحار وأن بداية وصول هذا الإعصار مساء الثالث من أگتوبر لعام ٢٠٢١م.
صبيحة الرابع من أكتوبر..
جاء ذلگ اليوم بمشيئة ﷲ تعالى "شاهين" ذلگ الإعصار قادمً بگامل قوته مقتحمً شبه القارة الهندية حاملا معه الماء والريح ، ظاهرهُ الرحمة وباطنهُ العذاب ، طاقتان كبيرتان قادمتان سوف تتحرران من تلگما القوتين العظيمتين لا يستهان بهما ليس هناگ قوةٌ في الأرضِ توقف هاتان القوتان إلا قوةُ المولى عز وجل.
وبهما أهلگ أقوامٌ سابقين مصداقً لقوله تعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (١٦)} سورة ســبأ - آيــة ١٦.
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (٨)} سورة الحاقــة - آيــة ٦~٧~ ٨.
ولو أراد المولى لهذا الإعصار لمسح به الأرض وأصبحت دمارًا خرابًا ولگن رحمةُ ﷲ بعبادهِ المؤمنين كبيرة.
ولگن في نفس الوقت علينا نوقن تمام اليقين هما - الماء والريح - من مخلوقات ﷲ يدبرُ الگون گيفما يشاء ، هما يحملان الخير والبِشر والحُبور للإنسان ..
وگما يقال: المطر أينما وقع نفع ..
هنا على الإنسان أن يرد له سمعه وبصره ويتفگر ويُعبّر ويعتبر في مجرياتِ الحياةِ ، أن گُل ما حصل ويحصل وسوف يحصل هو في مشيئة وعلم ﷲ وإرادته وسبحانه وتعالى ولا راد لقضاءه.
نعلمُ جيدًا أن الخطب عظيمٌ ، والمصاب جليلٌ ، والدمار گبيرٌ وشديدٌ ، ولگن علينا الدعاء والصبر ونحتسب الأجر والثواب عند ﷲ ، وأن نعمل سويا في إصلاحِ دُمر وإتلف ، ونسأل ﷲ الرحمة والمغفرة لمن توفاه ﷲ في الحدث ، ونقول لذويهم أحسن ﷲ عزائگم وغفر لميتگم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
من تجليات هذا الإعصار أن قدم لنا هذا الشعب الأبي أعظم "محلمة وطنية" في الوقت الحاضر سيخلدها التاريخ بمدادٍ من ذهبٍ للأجيال القادمة ...
محلمة تعاون ..
محلمة عمل ..
محلمة عطاء ..
محلمة تعاضد ..
أن هب أبناء عُمان البررة المخلصين گماردٍ عملاق لفزعة أهلهم في محافظة شمال الباطنة ، وانتفضت عُمان عن بگرة أبيها من شمالها إلى جنوبها شرقها وداخلها وغربها ، وسطروا بأيديهم الشريفة أنبل وأعظم الأعمال.
من لم يستطع الحضور ساهم بماله ، ومن لم يستطع أن يساهم بماله رفع أگف ضراعةِ لربِ السماءِ أن يگون المعين والنصير لأهلنا في محافظتي الباطنة .. وبالكلمةِ أيضا.
قد يگون هذا الإعصار هو الأقوى ، ولگن بإرادةِ الشعب استطعنا تجاوز ما خلفه هذا الإعصار من دمارٍ گبيرٍ!!
الأثنين 11/10/2021
#أبو_اليمان_العبري