recent
أخبار ساخنة

السعادة... ريحاب أبو زيد

الصفحة الرئيسية



 ريحاب أبو زيد

يوماً ما استوقفتني مقولة لباولو كويلو وهي:(قمة السعادة أن تجد شخصاً يشبه روحك كثيراً)، فما أجمل أن يقابل المرء شخصًا يشبهه في معظم الصفات الجميلة ليصِلا معًا إلى طريق السعادة المملوءة بالرضا وحبّ الذات والابتسامات التي تغسل النفس من شوائب الحزن، فلا شيء أجمل من غسل وجه الحزن بابتسامة، وإطفاء الضيق بالاستغفار.

ابتسم ليس بالضرورة فرحًا، وإنما ثقةً، وتفاؤلاً، ورجاءً بأن الله لن يخيب ظنك أبدًا، فكثيرٌ من فئات المجتمعات المختلفة سعتْ للبحث عن معنى السعادة، واختلف التعبير بينهم، فبعضهم توصّل إلى أنها (حالة من الرفاهية التي تشمل حياةً جيدةً مع الشعور بالمعنى الحقيقي والرضا العميق بالواقع) فلا نختلف جميعًا على أنها إحدى المشاعر الإنسانية التي يحسّ بها الإنسان عند حصول أمرٍ مبهجٍ له، فينثر في نفسه السعادة، ويترك لديه شعورًا بالراحة والطمأنينة تجاه الأشخاص أو مواقف الحياة اليومية، ويختلف هذا المفهوم من إنسان إلى آخر حسب طبيعته، وثقافته، و ميوله، فالبعض يرى في اعتزال الناس سببًا للسعادة، والبعض يرى في الحبّ والزواج مصدرًا للسعادة، والبعض يبحث عنها من خلال تحقيق أحلامه وأهدافه التي يرتقي بها بذاته، ولكن بالنسبة لي السعادة تشمل كل ما سبق وأولها السعي لرضا الله تعالى بالإضافة إلى الرضا بما قدّره الله في الحياة وتقلباتها، والشعور بالسلام الداخلي، فتلك هي السعادة الحقيقية، تَقبل ما يحدث لك ومن حولك ومصالحة النفس، ومهما يحدث من مطبّات وعقبات في الحياة يجب أن نغرز داخلنا سلامًا داخليًا، ولا ننسى أن شعور الإنسان وتقلبات الحياة تنعكس عليه وعلى مظهره الخارجي، وكذلك تصرفاته وعلاقته بمن حوله، لذا يجب أن ينتبه المرء للسعادة الحقيقية ويفصل بين سعادة الدنيا وسعادة الاخرة، فالبعض يجري ليشعر بالسعادة الدنيوية حتى لو ظَلم أو قَهر أو أآذى، تلك هي السعادة المؤقتة التي لا تنفع ولكن تضرّ النفس أولاً وتضرّ من حولها ثانياً، فلا ننسى أن الدنيا دار فناء وليست دار بقاء، فهي الورقة التي نملأ سطورها لنحدد كيف سنكون في دار البقاء.

فمن هنا أقول أن الإنسان هو من يسطّر سعادته بيده سواء في الدنيا أو في الأخرة، فيجب علينا أن نضع قاعدة أمام أعيننا ونخطو بها خطواتنا في الحياة ألا وهي: (عامِل الآخرين كما تُحب أن يَتعامل معك الآخرون) قاعدة بسيطة ولكن تحوي سعادة الدارين ولا ننسى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). فهذا الحديث الشريف يُعدّ قاعدة كبيرة في الإسلام فتلك القاعدة يجب أن نتمعن في معانيها جيدًا، وبذلك تدوم الألفة والمحبة بين الناس، فأحبّ لغيرك كما تحب لنفسك لتنال سعادة الدنيا ورضا الله.

google-playkhamsatmostaqltradent