recent
أخبار ساخنة

وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ. عمار سعيد فاضل

الصفحة الرئيسية

 


وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ. عمار سعيد فاضل 


 للحاكم تقديراً للأمور بنظرة شمولية كاملة الأركان مشبعة بالدراية و الإطلاع  الكامل على حقائق الأمور التي يجهلها غالبا الراي العام  و بناء على ذالك يكون للحاكم المقدرة على تقدير القرارات التي تضمن المصلحة العامة و  الاستقرار السياسي  و  الاقتصادي و الامني  و توجب له السمع و الطاعة الولاء المطلق و رص الصفوف المتأززه خلف قيادته و تجنب كل ما يؤدي الي شق الصف و الفرقة و التناحر، والشريعة حسمت ذلك بمـا ورد، من نصوص صـحيحة صـريحة أوجبـت طاعـة الحكـام، وحرمـت الخـروج علـيهم إلا في حـال الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان.

لأن الإسلام دين أمن وأمان شرع الكثير من الأحكام لمصلحة الحفاظ على الأمن، ولذلك حرم الخروج على الحاكم؛ لأن وجود الحاكم مؤثر في تحقيق الأمن العام للناس و الواقع  الذي تعيشه الأمة اليوم خير شاهد على أن الخروج على الحاكم سبب في انفلات الأمن وضياع هذه المصلحة العظيمة التي تقوم عليها سائر المصالح.

فكم من فساد وقع وقلب فجع، وكم من أنفس أزهقت ومحرمات انتهكت عندما خالفت الأمة أمر ربها، وشقت عصا الطاعة وخرجت على الجماعة، وكفرت الحكام وثارت عليهم، فظنوا أنهم يحسنون ولكنهم كانوا سبب في نشر الفساد، وانتشار ظلم عظيم ؛ لذلك جاء النص النبوي واضح صريح بحرمة الخروج على الحاكم وذلك حفاظ على هذه النعمة العظيمة وتحقيق لاستمرارية هذه المصلحة، حيث يقول الله تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا))(سورة النساء، 59).

فمن أهم أدوار الحاكم تحقيق نعمة الأمن تعني السلامة والاطمئنان النفسي، وانتفاء الخوف علي حياة الإنسان أو علي ما تقوم به حياته من مصالح وأهداف وأسباب ووسائل، أي ما يشمل ويساعد على أمن الفرد والمجتمع.

وحتى لا تقع الشعوب في المآسي نتيجة لفقد الأمن شرع الإسلام الأحكام التي تضمن لها الاستقرار وتحفظ لها الأمان فحرمت الخروج على الحاكم حتى لا ينعدم أمانها. ويتأثر تأثرا ً كبيراً بالخروج على الحاكم لا سيما فيما يتعلق بتوفر الغذاء الذي لا يمكن الاستغناء عنه، ويفقد الأمن الصحي عندما ينفرط عقد النظام في الدولة بسبب الخروج على الحاكم واندلاع الثورات فيتعطل تقديم الخدمات الصحية للأسرة مما يترتب عليه أن يموت المجروح والمريض. وكذلك تنتشر الأمراض بسبب سوء التغذية، وتدني الخدمات بل وانعدامها أحيان حسب قوة الفساد والخراب الذي يحصل بسبب الخروج على الحاكم.

إن الخروج على الحاكم اليوم بالثورات ونحوها ليس كالخروج على الحاكم بالأمس، حيث يعيش عالمنا واقع مختلف عمن سبقه؛ وذلك لأن المجابهات والمصادمات قديم تكون بين الجهات المتصارعة، أما اليوم فإن استخدام القنابل والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة والعصابات المسلحة يجعل النفس مضطربة وأمنها في خطر لا سيما الأطفال.

المراجع:

1. القرآن الكريم

2. التركي، عبد الله بن عبد المحسن بن عبد الرحمن، الأمن في حياة الناس وأهميته في الإسلام، الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات.

3. الآمدي، علي بن محمد، الإحكام في أصول الأحكام. تحقيق: د. سيد الجميلي، (ط١ ) دار الكتاب العربي، ١٤٠٤هـ-١٩٨٤م

google-playkhamsatmostaqltradent