recent
أخبار ساخنة

اثيوبيا وسد النهضة - بقلم سارة الأمير صديق مدكور




بقلم - سارة الامير صديق مدكور 

اثيوبيا وسد النهضة


تملك أثيوبيا 9أنهار، و 40 بحيرة ، ويسقط فوقها سنويا 936 مليار متر مكعب من الماء يتبخر منها 80٪-;---;-----;--- ؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، ويبقى علي الأراضي الأثيوبية نحو 122 مليار متر مكعب ، نصيب أثيوبيا منها 25 مليار متر مكعب من المياه على أرض إثيوبيا، بينما يخرج 97 مليار متر مكعب إلي البلدان المجاورة ، حيث يتدفق إلي مصر والسودان 80٪-;---;-----;--- منها ، و نحو 8 مليارات متر مكعب تتجه إلي كينيا ، و 7 مليارات من نصيب الصومال ، وملياران في جيبوتي. ويقام سد النهضة سد يقام علي نهاية النيل الزرق داخل الحدود الأثيوبية ويبلغ ارتفاعه نحو145 مترا ، وسوف تصل السعة التخزينية له بعد امتلاء البحيرة أمام السد نحو 73 مليار متر مكعب ، ويولد كمية من الكهرباء تبلغ تبلغ 1.9 م 


إسرائيل وفكرة إغراق مصر


في الإستراتجية الإسرائيلية فكرة قائمة علي إغراق مصر وتدميرها عبر قصف السد العالي ، وقد ذكر د.أوري ميلشتاين، المؤرخ الإسرائيلي المتخصص في تاريخ الحروب الإسرائيلية، إنه خلال "فترة الستينيات طورت تل أبيب خيارًا عسكريًا يمكنه وقف مياه النيل من منابعه، ما سيؤدي إلى انهيار الدولة المصرية 

ويري يارون زخاي، المسئول السابق بجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، إنه قال : "في أي حرب قادمة مع مصر سيكون الخيار الأكثر راحة هو تدمير السد العالي، وإغراق كل الأراضي المصرية بمياه بحيرة ناصر الصناعية المقامة بجانب السد"

وهو نفس ما ذكره أفيجدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" في بداية الانتفاضة الفلسطينية (عام 2000م)، التي هدد فيها بقصف السد العالي في أسوان إذا أدخلت مصر قوات عسكرية إلى سيناء ، وانطلاقا من هذا الفكر شغل ليبرمان فيما بعد منصب نائب رئيس الحكومة ، ووزير الخارجية.

وتتحرك إستراتجية بعض الغربية نحو تزكية صراع مسلح مع إثيوبيا لقطع ما بقي من أواصر بين مصر وإفريقيا ، تمهيداً لمخططات التقسيم انطلاقاً من توجسات دول حوض النيل التاريخية تجاه مصر منذ عهد الخديوي في أواخر القرن التاسع عشر .


سد النهضة سوف ينهار 

ورغبة إغراق مصر لدي الصهاينة تتأكد بما ذكره د.عباس شراقى، أستاذ الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية ، عندما أشار إلي أن طبيعة التربة بهضبة أثيوبيا في 75% منها صخرية لا تصلح لتخزين الماء ، والنسبة المتبقية صخور رسوبية من الحجر الجيري لا تصلح أيضا لتخزين المياه الجوفية، لأن هذه الصخور تذوب في المياه ، وتعد طبقات الطمي من العوامل التي تجعل العمر الافتراضي لأي سد في إثيوبيا يتراوح ما بين 5 سنوات و 20 عاما على الأكثر، بسبب عوامل النحت للأراضي ، فالفدان الواحد في أثيوبيا يخرج 12 طن طمي في العام ، وبالتالي لن يتحمل سد النهضة كمية الطمي الكبيرة التي يحملها نهر النيل. ومن ثم يعد تشجيع بناء سد سوف ينفجر أحد أهم خيارات تدمير مصر .


الكابوس الرهيب واقتلاع السد العالي 


الكارثة انهيار مؤكدة بيد ان حجمها يتوقف علي كمية الماء بالسد العالي فإذا تم ذلك في نهاية موسم الفيضان فأن البحيرة يكون بها 134 مليار متر مكعب عند ارتفاع 183 متر ، وسوف يؤدي تدمير سد النهضة بصورة تلقائية أو تفجيره إلي انحدار يقذف بنحو 73 مليار متر مكعب من هضبة شمال أثيوبيا من ارتفاع 4000 متر فوق سطح البحر ؛ ليغرق السودان ، ويجرف كل السدود لتكون كمية الماء في بحيرة نصر 207 مليار متر مكعب سوف تقتلع بالضغط السد العالي لتتحرك المياه بقوة دفع من ارتفاع 76 متر .


دمار الوادي والدلتا


ونظراً لأن مساحة الدلتا والودي تقدر بنحو 33000 كيلو متر مربع ، فأن المتوسط الحسابي لكل متر من الأرض بها سوف يبلغ 6,3 متر مكعب ، ولكن قوة الضغط المائي سوف تجرف المدن والقرى والطرق والكباري علي ضفاف النهر بالإضافة إلي تدمير 300 جزيرة بمجري النهر ، وذلك علي امتداد مسافة طولها 1536 كم من جنوب مصر إلي شمالها حيث يسير النهر في اتجاهات متعددة ، ومن الطبيعي أن يكون ارتفاع الماء في القاهرة هو بمقدار جزء من الفرق بين ارتفاعها وارتفاع أسوان عن سطح البحر ، علاوة الزيادة في الماء المتدفق والذي لم يتم استيعابه علي جانبي الوادي . 


أما دلتا نهر النيل : سوف تعاني من دمار ، وسوف يزداد الماء ارتفاعاً بين فرعي دمياط ورشيد ، مابين 15 إلي 20 متر ، وهو ما يهد بفناء سكان الدلتا ، وسوف تغرق الفيوم عن بكرة أبيها لأنها تنخفض عن سطح البحر بنحو 45 متر ، ، وسوف تغطي المياه بها مساحة 1700 كم² بارتفاع يقترب من 50 متر . 



حجم الدمار البشري والاقتصادي


حسب الهيئة العامة للاستعلامات بلغ سكان مصر في 18 /8 /2014 نحو 95 مليون نسمة ، عدد المصريين بالداخل 87 مليونا، والدلتا والوادي بهما 75% من سكان مصر الدلتا بها : 42.4% من السكان . والوادي به : 34.6% ، وهذا يعني أن عدد الغرقى ربما يتجاوز عشرات الملايين ، حيث أن عملية الإخلاء ونقل السكان سوف تكون شاقة لأني جانبي النهر سكون بهما نسبه مياه كبيرة ، ولن تكفي وسائل النقل الحالية في نقل ما يقرب 70 مليون مواطن في وقت واحد ، علاوة علي المشاكل في إمدادات الطاقة التي قد تلازم الأزمة ، أضف إلي ذلك الدمار الذي سوف يلحق بالبيئة الزراعية والثروة الحيوانية ، والمصانع ، والمطارات والقواعد العسكرية في نطاق المياه المنحدرة ، الخسائر قد تتجاوز عدة تريليونات ، وقد تتفاوت الخسائر حسب وقت الانهيار لا قدر حسب كمية الماء بالبحيرة .

ومما سبق يتضح أن هناك نية للإضرار بمصر وأن اخطار انهيار سد النهضة أو قصف السد العالي من ضمن السيناريوهات البديلة للإضرار بمصر .


سبل أنقاذ البلاد من هذه الكارثة


أولا : يجب أن تكون هناك خطة عاجلة وفورية تقوم علي عمل عدة فتحات علوية كمفايض علي جانبي بحيرة نصر وذلك بخفض ارتفاعات بعض المناطق بحافتي البحيرة من الشرق والغرب وفق مقاييس هندسية تسمح باستقبال أي زيادة في الماء عن المنسوب الذي يهدد سلامة السد ، ودون أن تسحب من المخزون المائي بالبحيرة علي أن يكون تصريف هذه المياه في المنخفضات غير المؤهلة بالسكان والخالية من الأنشطة الاقتصادية . 

كذلك عمل عدة مفايض بعد السد العالي تسمح بتصريف الماء في الصحراء بحيث تكون الفتحات الجانبية قادرة علي استيعاب 91 مليار متر مكعب من الماء حتى ينتهي تأثير اندفاع الماء إلي الشمال وذلك في مسافة لا يتجاوز 100 كيلوا متر علي أقصي تقدير ، وكلما قصرت مسافة تفريغ الماء في الصحراء كان ذلك أفضل ، وفق نظام يسمح بإعادة استخدام المياه من جديد ، مع وضع خطط وخطوط سير آمنة لإنقاذ المدنيين في هذه المنطقة .

ثانيا : دراسة تقسيم تخزين الماء بين السد العالي ومناطق آخري، وذلك بأن توزع كميات الماء علي خمس خزانات أو بحيرة صناعية جديدة منخفضة عن سطح البحر ، أو في أماكن لا يؤثر فيها القصف علي المدنيين ، وذلك مقابل التضحية بإنتاج الكهرباء من اجل أمن مصر ، علي أن يتم استزراع تلك البحيرات المقترحة بالأسماك لتعويض الخسارة الاقتصادية جراء فقدان الكهرباء المولدة من السد العالي ، والطاقة المستخدمة في رفع المياه ، وتعد توشكي أحد هذه المناطق المقترحة ، واستحداث بحيرة ثانية لتغذية وسط الصعيد بالماء ، وبحيرة ثالثة بالفيوم ، ورابعة بالصحراء الغربية قبل مدينة 6 أكتوبر لتغذية مخططات التنمية بمحيطها ، وخامسة بمنطقة الإسماعيلية لتغذية مدن القناة وسيناء ، وتطوير القناطر بمنطقة الدلتا ، وإنشاء قناطر كخزانات علي فرعي رشيد ودمياط . 

ثالثا : عدم الاستجابة لدعوات التحريض للتصادم العسكري مع أثيوبيا ، فتكلفة الحرب أعلي من تكلفة بدائل إنتاج الماء بتحلية مياه البحر . كما ان هنك وسائل كثيرة أخري لضمان حقوق مصر التاريخية في تدفق المياه .

وبذلك يتم تلاشي أخطار قصف أو انهيار السد العالي ، ومحو تلك الفكرة من الاستراتجيات العسكرية لدي كل من يريد بمصر الضرر.



google-playkhamsatmostaqltradent