recent
أخبار ساخنة

لا عنوان لهذا الفقد بقلم حوراء الهنائية

الصفحة الرئيسية

 


لا عنوان لهذا الفقد بقلم حوراء الهنائية

إليك يا …



هنا ومن عُمق قلبي والتحية والسلام وبعد:

ولتعلم أنك مُلهمي الأول. وإنني ورب خالِقُكَ الذي خلق الحب، وزرعه في الأفئدة، أُخفي لك حُباً لا يعلمهُ إلا هو. ولتعلم أنكَ ما زلت بقلبي حبيبا وجميع أحرفي تعنيك وحدك لا غيرك. وإن الشعور الذي يهيم بقلبي لك ليس كأي شعور. تذكرتك. حاولت أن أغمض عيني وأراك بمخيلتي، أو أن ألتقي بك. أسير فالطرقات، أنظر إلى الشوارع وإلى الرفوف العالية والمقاهي والدكاكين والناس تأتي وتمضي. أذكر أنني في ذلك اليوم , جلست على كرسي صبغ باللون الأزرق، بالقرب من حديقة العم أبو سالم، أجلس وأتأمل ويشغلني السؤال: هل يحيا من مات من همهِ وحزنهِ في تلك الشوارع، أو أنه مات حقاً؟

كل الأماكن حولي يعُمها السكون، فنهضتُ من على الكرسي، ومضيتُ بخطواتي وأكتفيتُ بالصمت، دخلت أحد دكاكين الحي، وأقتنيتُ قلماً ودفتراً لأعبر عن مشاعري التي صمت لساني عنها والتي ستكتبها يدي، رجعتُ إلى نقطة البداية إلى إشارة المرور الحمراء وها أنا أتوقف لبرههَ أستعيدُ فيها كل ما حدث وأتذكر من أنا وما سبب وصولي إلى هنا، وهنا تحديداً.. 

انبثقت الصورة القديمة بداخلي، شحُبتْ في قلبي، ثم هطل عليها قليلٌ من المطر فبانت واضحة، كانت تعبر عن جسمٍ بلا قلب، عن ثغر دون ابتسامة، عن رأس دون شعر وعن جناح بلا ريش، كانت متلاشية حقاً، كانت تحمل في جوفها معنى الخفوت وتعثرُ الشعور وإضطرابه.

عزيزي الغائب والذي لا يمكنه قراءة كلماتي هذه، حتى  أنها عاجزة جداً لسرد ما بقلبي وذاكرتي. والكثير منهم يستخف بهذا الحزن. أشعر بأنني كـ مبتور الأرجل العاجز عن الوصول. 

فقدانك كان ولا يزال شعور متسلط على قلبي، وأنني على طريقة أو بأخرى لابد من أن اعتاد على ذلك، ولكن فشلت.

أتعبني ذاك الفقد الذي هدم شيء بقلبي لا يمكن ترميمه.  

إليك يا…..

إليك كلماتي.











google-playkhamsatmostaqltradent