الزوجة الثانية
لغة المال بلا أقنعة
الزوجة الثانية لا تتحدث لغة الحب، ولا تحفظ نشيدالتضحية.
هي تجيد لغة واحدة فقط المال.
هل رأيت يومًا امرأة تختار رجلًا كبير السن، فقيرًا، بلا مال ولا نفوذ؟
هل رأيتها ترضى بأرملٍ مثقل بالأبناء لا يملك سوى راتب آخر الشهر؟
أو بشابٍ لا يملك غير شقة إيجارٍ جديد وحلمٍ مؤجل؟
بالطبع لا.
فالراتب وحده لا يفتح أبوابًا أُغلقت بالمفاتيح الذهبية.
لكن المشهد ينقلب رأسًا على عقب حين يدخل المال.
سيارة جاهزة، شقة في الرحاب أو التجمع، شاليه في الساحل، حساب بنكي مطمئن.
وفجأة يصبح فرق العمر «تفصيلًا»،
وتغدو الزوجة الأولى «واقعًا يجب تقبّله»،
ويتحول غياب الوسامة إلى «هيبة»،
والسن إلى «وقار». هي لا تصمت لأنها عاشقة، ولا تتنازل لأنها مخلصة،بل لأنها فهمت المعادلة:
المال يشتري الصمت، يبرّر التنازل، ويغطي القبح.
ولمن يلوّحون بفزاعة “العنوسة” فليُقال بصدق:
بعض النساء لم يؤخّرهن القدر، بل أخّرن أنفسهن…
انتظارًا لعريسٍ مكتمل بالمظاهر،
فيلا جاهزة، وسيارة فاخرة، وحياة بلا تعب.
ليست كل منتظِرةٍ صابرة،
وكما قالت جدّتي:
كل فولة… ولها كيّال.
وأنتَ يا عزيزي الرجل هنا تبدأ المسرحية.
ما إن يتوفر المال حتى تتوهّم أنك صرت حلم النساء،
وتصدق بسذاجةٍ مؤلمة أنها اختارتك لسواد عينيك،
لا لثقل محفظتك. فتضع عقلك على الرف،
وتسلّم قلبك لمن قرأتك رقمًا لا رجلًا،
ثم تكتشف متأخرًا أن البطولة لم تكن لك بل لما تملك.
المال قد يفتح باب الزواج الثاني، لكنه لا يفتح باب الاحترام،
ولا يشتري الحب، ولا يضيف ذرة رجولة.
افهمها جيدًا:حين يكون المال هو الأساس،
فكل ما بُني عليه قابل للانهيار.
ولا يبقى في النهاية الا ندمٌ على أسرةٍ تفككت،
وزوجةٍ كُسر قلبها بعد عشر سنوات،
وشيخوخةٌ بوجهٍ قاسٍ،
إلى جوار امرأةٍ شابه لا تستطيع ولا تريد أن تسد احتياجاتك
لانها تفكر في شبابها الذي يضيع معك
