recent
أخبار ساخنة

المصالحة مع النفس

الصفحة الرئيسية



د. محمد المعموري

كاتب وباحث  عراقي.

المجتمع  العربي الان يمر بأمراض اجتماعية لم تكن سائدة قبل عقد من السنين ، واهم الامراض التي ظهرت مع ظهور منصات التواصل الاجتماعي وتطور اجهزة الهاتف النقال "الموبايل " هو تسجيل( عثرات ) بعضنا ، لا للأصدقاء فقط بل  بين الاخوة في الاسرة الواحدة وتطورت حتى اصبح الزوج يسجل عثرات زوجته والزوجة تفعل ذات الامر لتكون الورقة الضاغطة  عند الحاجة وكأنهم بذلك  قد بيتوا لبعضهم اسوء تصرفاتهم وانهم في قرارات ذاتهم يعلمون انهم لا يريدون بناء اسرة بل يسعون لجمع الاخطاء لبعضهم لتكون تلك الادلة الاكثر تأثيرا لمن يجمع عدد الهفوات لشريكه .... اي منطق ، واي امانة ، واي صدق مع الذات اصبحنا نسلكه واي حميمية تجمعنا مع بعضنا وكيف سنعيش في اسرة واحدة او في مجتمع ونحن نبحث عن اخطاء بعضنا بل نكلف انفسنا عناء الاحتفاظ بصورة او تسجيل يدين شريك حياتنا سواء كان زوج او صديق او اي احد من اسرتنا.

كيف نستطيع ان نؤمن ذاتنا ، وكيف نستطيع ان نتصرف بكل عفوية وصدق مع بعضنا وكيف لنا ان نضمن ان احد لم يتاجر بسر نبوح فيه لبعضنا وكيف لنا ان نتقلب في هذه الدنيا لنسلك "مشاويرها " ونحن قد نجد ان الكثير منا يتربص بنا او  اننا نتربص لبعضنا فنسجل اخطائنا لا لتقويمها بل لتكون سلاح ضد من يشاركنا حياتنا !.

لذلك علينا ان نرجع فنتصالح مع ذاتنا لبناء اسرة متماسكة وتقويم مجتمع للحفاظ على مكتسبات مأتم بنائه من قبل ابائنا لا بان نحمل "معولا" لندمر اسس حياتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها فالرجوع لذاتنا خير من الاستمرار في خداع انفسنا والتسابق في منصات  التواصل الاجتماعي لفضح بعضنا او اظهار عيوب غيرنا او التشهير بأحبابنا من اصدقائنا او ابناء اسرتنا .

 

وللرجوع للعيش بسلام يجمعنا  ؛علينا ان  نكون متصالحين مع انفسنا كوننا في هذه الحالة لا نستطيع ان نخدع ذاتنا او نجامل  مشاعرنا ، او حتى نتهاون في الحكم علي ما تمليه صدق اللحظة في ضمائرنا لأننا بكل صراحه عندما نخلو مع ذاتنا نكون الاصدق مع انفسنا فنعرف اين تتعثر تصرفاتنا وباي لحظة انعدمت مصداقيتنا فتتجلى عندها الصور لتبرز حقيقة مشاعرنا ، بحبها وكرهها وخفايا ما تسموو تنحني حقيقة تصرفاتنا .

ومعنى ان نكون متصالحين مع ذاتنا ، اننا نكون مع الاخرين كما كنا في خلوتنا مع انفسنا وان لا نضع اوجه متعددة في تصرفاتنا وان نتعامل بكل صدق مع بعضنا وان كانت هناك "زلات "في بعض تصرفاتنا ، ومعنى اننا متصالحين مع انفسنا ان نستمع لبعضنا ، وان نتقبل النقد وان نعمل على تعديل مساراتنا ، بل علينا ان نحاسب انفسنا كل يوم على  اي سلوك نظن انه ليس لائق بنا  ، لان الانسان الذي يعتقد انه الصح دائما اكيد هو في خطا في اغلب الاحيان وان تصحيح المسار هو من يبني الشخصية التي تنفع المجتمع بل تنفع ذاتها لأنها في تقويم دائم لسلوكها و الابتعاد عن كل ما يدمر علاقاتها مع الاخرين .

نعم نحن بحاجة لان نكون متصالحين مع ذاتنا في الابتعاد عن متابعة اخطاء بعضنا ، والابتعاد عن "الانا "التي تعطي لنا لحق لتجاوز على  حقوق غيرنا ، وربما تمنحنا الصلاحيات في تشويه صورتهم وتدمير حياتهم وخلق المشاكل لهم من خلال نقل الكلام ، وربما الافتراء عليهم ....!

والله المستعان

 

  

google-playkhamsatmostaqltradent