بقلم : مسلم العمري
ظفار (موسم الصرب)
الخريف والصرب والشتاء والغيض ،مسميات الفصول الأربعة في ظفار.
ويبدو الأجمل في تلك المواسم والفصول هو الخريف،لشهرته العالمية وارتباطه بالسياحة والأمطار الموسمية التي تحيي الأرض بعد جدبها.
ورغم اختلاف الفصول الأربعة وملامسة السكان وتأثرهم بها بشكلٍ مباشر ،كان لهذا التأثير تأثرا عميقًا في طبيعة حياة البشر.
هناك من يفضل موسم على آخر،وهناك من يتكيف مع كل المواسم، لعل التفاوت في الطقس جعل من يحب الشتاء وبرودته ومن يستمتع بلفحة الشمس الحارقة في فصل (الصرب).
لكل موسم من هذه الفصول ميزة تختلف فيها الصورة الذهنية لطبيعة الأرض في ظفار.
يعد (الصرب)والذي ياتي بعد موسم الأمطار (الخريف )مع بداية شهر سبتمبر هو الإعلان الرسمى لانقضاء موسم الخريف بعد ان تتشبع التربة بالمياه، وتكسو الجبال بساط اخضر ومروج ممتدة من أعشاب السافانا (آلي) في السهوب القطنية البعيده نوعا ما عن الرعي الجائر.
والأكثر اعجابا بموسم(الصرب)المزارعين فهو موسم الحصاد وموسم جني الثمار المحلية ،كل الاشجار البرية المتواجدة في السفوح الجبلية تبدأ انتاج ثمارها،وحتى الشجيرات والنباتات العشبية ،والملفت للنظر من هذه النباتات الصغيرة (البيظح)سيدة الصرب.
لايمكن حصر النباتات المحلية في هذا المقال ولكن هناك الكثير منها والتى كانت يومًا ما مورد معيشي لسكان المحافظة ،لا يمكن تجاوز او ننسى النبته الورقية(كووم) والتي هي كذلك ما يحلي (الصرب) رغم طعمها الحامض.
الصرب موسم جميل ومن المواسم ظفار المميزة باعتدال الجو وانقشاع الضباب ووضوح الرؤية ، وتشبع الاجواء بالاكسجين نتيجة اخضرار الأرض بعد الامطار ،فلعل البعض يقوم بالتجوال في الغابات الجبلية والتنزه لاخذ قسط كافي من الاكسجين النقي.
تسود رائحة الزهور ورائحة العشب التي تعطر انفاس ساكني ومحبي موسم (الصرب) وليس ببعيد عن هذه الرائحة الزكية يجد النحل فسحة جميلة بين زهور النباتات الجبلية (صفارايي) تلك الزهور التي تشكل اللون البنفسجي على جنبات الطرق والاودية الخطمية في جبال ظفار،لتجمع الرحيق الانتاج عسل الصرب.
يتغنى الشعراء بالصرب،وتخطل الابل في موسم الصرب،كل شى جميل في موسم الصرب ،عدا مقولة محلية(اصرب بش آفلك ..).
ربما حرفت هذه المقولة ،لتمثل رمزا غير حقيقي حول موسم الصرب.
لا اجد في هذا الموسم البديع،خصوصا مع لياليه القمرية شىء يقلل من تميزه عن بقية فصول العام.
دورة طبيعية وتغير مواسم،اثر على حياة المجتمع، حيث التكيف والانسجام مع الحياة بكافة مشاهدها وتقلبات الفصول الاربعه ليجسد عالم من التنوع البيئي لظفار،وتعايش البشر مع كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة منها.