recent
أخبار ساخنة

الدعاء المستجاب .....

الصفحة الرئيسية

 


قصة أغرب من الخيال .. الجزء ( ٢ )

الاستاذ نشوان ذنون عبد الله 

فعندما رأيته إنبهرت و تعجبت و كبرت .. وعندما رأني ضحك بقهقهة و نهض وعانقني وحمد الله و هلل و كبر .. و أجلسني مجلس المعزز المكرم .. وأنا ما زلت مبهوت لا أُصدق ما أرى ولا أفهم .. فقال لي .. الحمد لله أنك أتيت و لم تتأخر عني .. ولا تتعجب من إنتظاري لك فهذه أقدار الله سبحانه وتعالى .. فإسمع مني و إفهم عني .. ما حصل لي بالأمس .. فأنا قليلاً ما أصلي في هذه الجامع .. لكن البارحة صباحاً .. كانت لي رغبة شديدة تدفعني من أجل الصلاة فيه .. وبعد الصلاة هممت بالخروج كعادتي بعد كل صلاة .. ولكن هذه المرة شيء ما كان يجذبني للبقاء .. فقد كانت هناك نفحة نورانية و لذه إيمانية .. كنت أتذوقها وأشعر بها تداعب وجداني .. لم أشعر بها من قبل .. تجذبني بلا إرادة مني للبقاء .. و كأنها تقول لي إذا خرجت من الحرم فستُحرم من هذا الشعور .. فلم أخرج و إتكئت على آخر عامود .. و غبت عن هذا الوجود .. فلا هموم ولا أفكار .. و كأني أذوب وأنا أردد الأذكار .. حتى جائتني (همسة) خفيفة أيقظتني من هذه الغيبوبة السعيدة التي كنت أتذوقها .. ففتحت (عين واحدة) لعلي لا أفقد ما أنا عليه من لذه و حال .. فرأيتك أمامي .. يا الله .. ومباشرةً وقع في فكري وخاطري هاجس .. وكأن هناك من يهمس لي في أذني .. ويقول لي .. أنظر إليه جيداً و إحفظ شكله و قسماته .. فلك في تنفيس كربة هذا الرجل .. عظيم الأجر و الثواب .. وبمساعدته سنفتح لك من الرضا باب .. وبعد ان خرجت انت .. جثوت أنا على ركبتي في الحرم .. وأخذتني نوبة من الخشوع و البكاء .. وأنا أقول يا الله .. أي كرامة لهذا الرجل .. فمن أجله حضرت لأُصلي في هذا الجامع .. ومن أجله أذقتني حلاوة الإيمان فأبقيتني في الحرم .. من أجل أن أراه .. وهناك في ذلك الموقف العجيب .. تملكتني سعادة خفية .. وأنفاس زكية ..

 عندما فهمت مراد الله سبحانه وتعالى بنا وما علمته عنك بخواطري فقط .. فأنا عن نفسي لا أفهم و عما يحيط بي لا أعلم .. فدعوت الله سبحانه وتعالى .. أن يهيء لي معك أسباب اللقاء . وها أنت ذا امامي الآن .. لقد كنت أدعوا الله .. أن لا يطيل علينا الإنتظار .. فجئتني أنت كالغيث الهامر لتروي لهفات ذاتي القاحلة .. وأمارات نفسي الضامئة والمشتاقة لنيل رضا الله سبحانه وتعالى  .. ولتؤكد لي عن صدق يقيني فيما خطر لي من هواجس بالأمس .. فإن الله سبحانه وتعالى  .. يسخر لنا بدعوة صادقة .. جنود لخدمتنا لا نعلم عددها تحفظنا و تحمينا .. وبهذا كان سمو حالي بالأمس بصدق دعوتك وأنت في كربتك و شدتك .. فكيف كان حال قلبك مع الله وأنت تدعو .. ليجذبني إليك و يوقفي بعامود الجامع بين يديك .. فقط من أجل أن أراك .. هذه أقدار الله سبحانه وتعالى .. فلا أنا ولا أنت بيدنا شيء .. غير التسليم و الخضوع .. و الإنابة و الرجوع .. و الإبتهال و الخشوع .. أمام ما تعتري نفوسنا من هواجس نتعرض لها ولا نفهمها .. إلا هذه فقد فهمتها بقلبي منذ أن رأيتك .. وكأن الله سبحانه وتعالى قد سخرني فيها لخدمتك و تنفيس كربتك .. و سأخدمك بها من كل قلبي و جوارحي .. و كأنها (وصية) ربانية خاصة لي فيك .. وَيْ كأن الله سبحانه وتعالى قد وفقنا في هذا الموقف .. لننال رضاه .. فبعد أن رأيتك .. أحسست بقطرات .. من عبق الإيمان تنسكب في قلبي و روحي .. لتروي نفسي المتعطشة الى تذوق نفحات النور .. والشعور بالرضا و السعادة و السرور .. التي كنت (أبحث عنها منذ سنين) في خلجات نفسي التواقة الى نيل رضا الله سبحانه و تعالى بأي سبب .. وها قد جاءت فرصتي معك .. فعرفت نفسي فيك .. و أتقوا الله و يعلمكم الله .. أيقنت الآن معنى (ويعلمكم الله) .. ومعنى(إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) .. فقد فهمت شدتك منذ أن رأيتك وكأنها موجودة في قلبي قبل أن تحكيها وبعقلي قبل أن ترويها .. الآن أدركت بأني أنفذ أمر لله سبحانه وتعالى معك .. فأنا جاهز في خدمتك .. هي دعوة منك صادقة بإستغاثة و رجاء .. أطلقتها أنت بحرقة الى عنان السماء .. لتنفيس كربة و تفريج هم .. من قلب صادق .. و جنان بربه واثق .. فإخترقت دعوتك الحجب و المسافات .. بإذن من رب السموات .. فكان التسخير لي عزة و شرف في ديني .. و سمو لنفسي و حال في العبادة لم أتذوقه من قبل .. نعم هكذا يكون طعم حلاوة الإيمان .. سعادة روحية .. تسمو فوق كل الهموم الدنيوية ..مما يحيط بها من هموم و أغلال و أدران .. و ذلك بتنفيذ أمر ربنا المغيث .. ولله جنود السموات و الأرض .. وما يعلم جنود ربك إلا هو .. (سبحانه وتعالى علواً كبيراً ) ..

فقلت لأستاذ صالح سليمان .. وماذا فعلت بنقص الذمة يا أُستاذي .. قال أعطاني قوائم و مستندات فارغة .. وقال لي سجل و إملأ ما شئت و إستلم ما تريد .. فكل أبواب المخازن مفتوحة أمامك و تحت إمرتك .. ياولدي  .. عندما يأتي تدبير الله .. فليس هناك حدود تحده .أو سدود تصده .. فالدنيا بكل ما فيها ستناقد لهذا العبد .. وستخدمه .. في ظل رضى الله سبحانه وتعالى .. و ستسمع الأذن ما وقر في الجنان .. و ترى العين ما وراء الجدران .. و تدرك الجوارح ما الفرق بين الصدق و الهذيان .. ببصيرة ربانية و أنوار رحمانية .. تفوق قوة إدراكنا في العلم و غرائزنا في الفهم .. أنه إلهام من الله سبحانه وتعالى .. يفوق مدى إدراكنا العقلي أو الحسي و حتى التخيلي .. فلا وجود للإدراك أو للمنطق .. أمام كرامة الله لعباده .. في مثل هذه الإمور .. فنار سيدنا إبراهيم لا تحرق .. و سكين سيدنا إسماعيل لا تذبح .. إنها تباشير الدعاء في أوقات الرجاء .. فيأتيك العطاء كالغيث من رب السماء .. الله سبحانه وتعالى قدر لنا هذا اللقاء .. ولو تواعدتم لأختلفتم في الميعاد.. ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب .. و أنا لم أفكر و لم أتدبر .. ولكني فقط طرحت همومي بصدق الإنابة ببابه .. وإستغثت بجنابة .. فكانت الإستجابه آنية .. و القدرة ربانية ..


العبرة .. إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا .. ولا يوجد شده الإ وبعدها فرج .. ولا يعرف الإنسان حاله مع الله إلا في وقت محنته وكربته و شدة إلتجائه الى خالقه .. فكن دائماً مع الله و سترى جميل صنعه ومعروفه فيك وتدبيره معك .. تم

google-playkhamsatmostaqltradent