recent
أخبار ساخنة

جميعنا لم نشحن الموبايل .. (أسموها فاطمة)

الصفحة الرئيسية


 نشوان ذنون عبد الله 


قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلمَ. 

الكَيس منن  إتعض بغيرة و (عمل لما بعد الموت)

صدق رسول الله

و اللبيب من تعلم من (تجارب الأخرين) ..

و فهم الدرس في حينهِ و ليس بعد حييين ..


و أخيراً ..

و بعد أن مضى العمر ( إكتشفت ) بل (أدركت) أن الإنسان منذ أن (يولد) يكون معه موبايل رباني و إتصال فوري للطواريء . خاص به .. يستخدمه بلا إراده منه و لا سيطرة عليه .. و تكون قوة إتصالهِ .. حسب صفاء نفسه و نقاء سريرته و شحن همتهِ .. و ربما حسب فهم صاحبهِ و إدراكهِ و (قناعتهِ) .. بنظام و قواعد الحياة .. في الحب و الجفاء .. و الشوق و اللقاء .. مع الله سبحانه وتعالى .. و مراقبته بحب بلا خوف .. حيث يعمل موبايله بشحن دائمي لا يفتر و لا يتعب و لا ينسى .. بسبب أن الصيانة متصلة و الإدامة متواصة بالذِكر .. وربما مثل الأغلبية .. لا يعرف بوجود (موبايله) فلا يهتم لهُ .. فيتركه طوال العمر مغلق و غير (مشحون) .. و في قفص صدره مخزون و (مسجون) .. و الى نهاية العمر ربما عاطل و (مركون) .. و يجوز أن (يلمض) له (مرة) و يشعر به في (برقة) من الإتصالات المفاجئة او الغير مقصودة في كل سنوات العمر .. لا نقول ( ألو ) ولكن نقول فقط ( لقد وقع في قلبي ) أو ( أخبرني إحساسي ) بأن الأمر الفلاني سيحصل .. لذلك أسمت العرب (القلب دليل)

نعود لقصتنا ..

في أحد ليالي الشتاء الباردة من سنة ١٩٩٦ .. حيث كانت الساعة في يدي تشير الى الواحدة و النصف بعد منتصف الليل .. و الدنيا ملبدة بغيوم سوداء .. تغطي وجه السماء .. و أنا كنت وحدي في نوبة دورية ليلية .. لتفقد بعض نقاط الحراسة الداخلية .. عندما مررت من قرب (مسجد التقى) في وحدتي العسكرية .. و سمعت صوت نحيب و بكاء خافت .. و توسل و رجاء .. لا يكاد يُسمع .. يخرج كالهمس من حَرم المسجد .. حيث كان (شيخ محمد) لا يعرف النوم .. و دائم القيام و التهجد و الصيام .. و لا يفتر عن الذكر .. و الصلاة على رسول الله (طول الدَهر) .. فتسللت قليلاً قليلاً و على مهلي و فتحت الباب الخارجي لحوش المسجد و مشيت بخطوات بطيئة .. لأصل الطارمة الخارجية و أنزع حذائي بهدوء و أصل الى باب الحرم الخشبي .. و أفتحه بدون أي صوت أو ضوضاء .. و لأجد الشيخ محمد .. و هو ساجداً في الحرم و هو يبكي بحرقة .. و يتوسل بهمس و رِقة .. و يستغيث بالله سبحانه وتعالى .. فتقدمت بخطوات هادئة و جلست على ركبتيي بِقربِه .. فإذا به ينتبه لوجودي في ذلك الليل الأسود البهيم .. فقلت له بصوت هاديء . ماذا بك يا شيخي .. خير إن شاء الله .. فأشار لي بيده و مع بكائه و تنهادتهِ بالخروج .. ثم قال لي بِهَمس .. أرجوك أن تذهب الآن .. ليس هذا وقت الكلام .. فحاولت أن أواسيه بحسب علمي و فهمي و إدراكي في مثل هذه الإمور .. لكنه ألح بأدب و قال لي من الأفضل لك أن تخرج الآن و تتركني وحدي أرجوك .. فسحبت جسدي البارد .. و لملمت معه أذيال كرامتي المسفوحة في حب الله و حب رسوله الكريم صلى الله عليه و آله وسلم .. و حب الصالحين .. وفي عز ذلك البرد .. كنت ُ أحترق خجلاً من عدم فهمي للموقف .. وفي صباح اليوم الثاني في الساعة التاسعة صباحاً .. مررت من قرب (مسجد التقى) وطرقت بهدوء شباك غرفة نوم الإمام الخارجي .. لأجل السلام (العابر) .. فإذا به يبتسم و يناديني بيده للدخول .. فدخلت الى غرفة الإمام .. فإعتذر عما حدث في الأمس .. و قال .. يا سيدي الحبيب .. لقد جئت إلَي في وقت .. كان يفترض بي أن أكون به لوحدي مع ربي لا يشغلني عنه أي حديث .. فقلت له ماذا حصل الأ تخبرني فقال .. (لقد وقع في قلبي) بأن أختي سترزق بطفل .. و أصبحت والدتي في مِحَنة مع أختي .. وليس معهم أحد .. فقالت والدتي لأختي .. لو كان أخوكِ محمد معنا .. (فوقع في قلبي) ما قالت والدتي .. فإستغثت بالله سبحانه وتعالى .. ليخفف الأمر على أُمي و أُختي .. والحمد لله في الساعة الثانية فجراً .. يسر الله سبحانه وتعالى الأمر .. و ولدت أختي طفلة جميلة (أسموها فاطمة) .. فقلت له متى إتصلت بالبيت .. وقد كانت الإتصالات من البدالة الرئيسية بخطوط أرضية في مقر الوحدة .. فإبتسم ومد يده على (قَلبهِ) .. فلم أفهم .. و قلت له بالله عليك من أخبرك .. فقال تلفوني شغال طوال الوقت .. بالتسبيح و الإستغفار و الذكر و( الصلاة على سيدي رسول الله ) صلى الله عليه وآله وسلم ( لا يخرج نَفَس من رئتي عبث من أجل التنفس فقط . بل هي أذكار و صلاة على رسول الله ) تجلو القلب و ترقي النفس فتسمو الحياة بصحبتهم فأجد أثر مودتهم .. لذة و نور و صفاء و معرفة .. ثم قال لي .. الم تقرأ في كتابه الكريم .. بسم الله الرحمن الرحيم .. و أتقوا الله و يعلمكم الله .. ثم قال العقل بالقلب .. بسم الله الرحمن الرحيم .. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد .. إن الله لا ينظر الى أجسامكم و لا الى صوركم ولكن ينظر الى قلوبكم .. فَتَحرى (مكان نظر الله) .. ثم قال لي والدتك حفظها الله .. ألا تشعر بمرضك و تعبك و خوفك و معاناتك بأي أمر .. رغم بعد المسافة بينكم فقلت له نعم .. فقال الم تقل لك يوم بأن قلبها أخبرها بأنك ستأتي إليها أو ستغيب عنها .. فقلت له نعم .. فقال كذلك هو قلب المؤمن يصفو بالذكر و يدرك ما يحب .. فإذكروني أذكركم .. فذكر الله .. علم و نور و فراسة و حكمة و إلهام و معرفة و إتصال و فهم و إدراك .. تم

google-playkhamsatmostaqltradent