recent
أخبار ساخنة

القصاب و البزاز و صاحب المطعم ..

الصفحة الرئيسية

 


قصة نادرة و عجيبة يجب أن نفهمها و نحكيها لأولادنا للحكمة و الموعظة ( درس من حياة ) 

           (((من الموروث الشعبي ))) .. بتصرف


الجزء ( ١ )


كان أحمد شاب بسيط صادق النية و سليم الطباع .. مهووس بالعبادة و الذكر و محبة الصالحين .. حيث كان في أحد الأيام يقرأ في كتاب ديني قديم عن محبة الصالحين .. فقرأ نصيحة تقول .. من كان يريد أن يرى (الخضر عليه السلام) فيجب عليه أن يصلي صلاة الفجر في جماعة لمدة أربعين يوم متتالية بدون إنقطاع .. يحضر فيها قبل تكبيرة الإحرام مع الإمام .. إستبشر أحمد خيراً .. و عقد النية و شد العزم .. على ان يداوم على صلاة الفجر في المسجد .. ليحضر مع الإمام تكبيرة الإحرام .. و بالفعل تم له ما أراد .. و اكمل الأربعين يوم .. وفي اليوم الأخير من المدة .. و بعد ان إنقضت صلاة الفجر الأخيرة .. بقي في المسجد .. يسبح و يستغفر و يردد بعض الأدعية و الأذكار التي يحفظها .. حتى أشرقت الشمس .. وهو يتلفت في حرم المسجد . يبحث فيه عن أي شخص أو طيف أو خيال يرتدي البياض ليقول بأنه (الخضر عليه السلام) .. حتى بدأت الشمس ترتفع رويداً رويداً في كبد السماء .. فخرج من المسجد وهو يحدث نفسه و يقول .. إن كانت المعلومة صحيحة .. فربما يكون التقصير مني .. أني لم أُتم الخشوع .. و ربما أني لا أستحق أن أرى هذا العبد الصالح .. ظل أحمد يحدث نفسه لفترة من الزمن وهو لا يشعر بالوقت يمضي وبدأت الناس تراقبه و هو يحدث نفسه .. حتى .. إنتبه لرجل يقول له .. يا إبني لا تشغلك الدنيا عن رد السلام على عباد الله .. فإن لك في رد السلام أجر .. فقال أحمد .. أعتذر يا عماه و الله لم أسمعك .. فقال الرجل يابني إن الدنيا تلهينا و تأخذنا بنعيمها فتنسينا كل شيء حتى حقوق العباد .. فقال أحمد .. أي نعيم ياعم .. أنا مشغول بقصة ثانية خلاف ما تفكر فيه .. فقال الرجل و ماتفكر فيه يا ولدي غير طلب الرزق .. قال أحمد .. لقد قرأت في أحد الكتب .. أن من يداوم على صلاة الفجر أربعين يوم مع الإمام .. فإنه سيرى الخضر عليه السلام .. فضحك الرجل الكبير .. وقال أوَتُصدق .. كل ما تقرأ .. أو كل ما يقال لك .. كم انت ساذج يا ولدي .. إذا أردت العلم و الحق فعليك (( بالعلماء العارفين )) و ((الأولياء الصادقين)) .. فقال أحمد .. أوتعرفهم يا عماه .. قال الرجل الكبير .. و أنى لي بهم و ياليتني أعرفهم .. قال أحمد للرجل .. الى أين تذهب يا عماه .. قال الرجل الكبير .. الى السوق يا ولدي لأقضي فيه بعض مصالحي .. فقال أحمد .. أتسمح لي ان أمضي معك الى السوق .. فهو طريقي أيضاً .. فقال الرجل الكبير .. تفضل .. فما كادا يصلا السوق .. حتى وجدا .. محل قصاب يبيع اللحم .. ويقطع في اللحم و يقول .. صلوا على الحبيب( محمد ) والناس تشتري من القصاب و تصلي على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. فقال الرجل الكبير لأحمد سأشتري لحم من هذا القصاب .. وعلى بركة الصلاة على رسول الله .. قال أحمد .. نعم يا عماه تفضل .. فوقف الرجل امام القصاب و قال له .. السلام عليكم .. فقال القصاب .. وعليكم السلام صلي على الحبيب قلبك يطيب .. فقال الرجل الكبير .. اللهم صلِ على سيدنا محمد .. يا أخي أريد قطعة لحم تازة .. أختارها أنا و على ما ترى عيني و تشتهي نفسي .. فقال القصاب تفضل .. فقال الرجل الكبير .. أريد من هذه (الشقة) .. فقال القصاب .. نعم و أخذ يقطع اللحم .. و يصيح اللهم صلِ على سيدنا محمد .. حتى ما كاد ان ينتهي من تقطيعها .. قال الرجل الكبير .. يا أخي أعتذر .. عيني إشتهت من هذه (الشقة) الثانية .. إني أراها أدسم و أفضل .. فقال القصاب وهذه التي قطعتها .. قال الرجل الكبير تستطيع أن تبيعها لغيري .. فقال القصاب (أهه نننعم) .. صلِ على الحبيب قلبك يطيب .. و بصوت عالي يقول .. صلوا على رسول الله .. وهو يقطع اللحم من (الشقة) الثانية .. ولم يكد ينتهي حتى قال الرجل الكبير للقصاب .. أعتذر منك لا إريد هذا اللحم .. أريد من هذه التي في الزاوية .. فسكت القصاب .. ثم نفخ نفخة بغضب .. و بدأ الشرر يتطاير من عينيه .. وقد إنتفخت أوداجه .. ثم قال بصوت عالي للرجل الكبير .. من قال لك إني مغفل أو ساذج .. وتستطيع بسهولة أن تضحك عَلَيْ .. أخرج من محلي يا لئيم .. يا خبيث .. لعنك الله ولعن والديك .. والرجل الكبير .. يعتذر و يقول ألا تبيع لي ببركة الصلاة على رسول الله .. والقصاب يصيح .. لعنك الله تريد ان تضحك مني .. بحجة الصلاة على رسول الله .. انا لست كذلك .. أخرج من محلي و إلا ضربتُ رأسك بالسكين .. خرج الرجل الكبير و معه الشاب أحمد .. وهو يقول لقد أغراني بمحبته والصلاة على رسول الله .. فقلت أشتري منه ما أشتهي .. لم يكد ينهي الشيخ الكبير كلامه .. حتى وجدا محل بزاز لبيع القماش . فقال الرجل الكبير لأحمد .. الحمد لله هذا ما كنت أبحث عنه .. محل أقمشه .. وأُريد أن أشتري قماش جُبة جديدة لي .. قال أحمد نعم يا عماه .. فقال الرجل الكبير للبزاز .. السلام عليكم .. فقال البزاز و عليكم السلام .. فقال الرجل الكبير .. بكم الذراع .. فقال البزاز بدرهمين .. فقال الرجل الكبير .. لا أقدر على درهمين .. فقال البزاز .. بكم تقدر .. فقال الرجل الكبير .. بدرهم واحد .. فقال البزاز .. أنا موافق خذها بثمنها .. فهذا ثمنها عَلَي .. (لا أدري لماذا وقعت محبتك بقلبي ) تفضل و إختار ما يعجبك .. فإبتسم الرجل الكبير و بدأ .. يتخير نوع القماش والألوان المناسبة له .. لكنه بعد ان يقصها البزاز ويطويها له .. يقول الرجل الكبير للبزاز .. والله كلما قصصت قطعة قماش .. وجدت قطعة قماش أفضل منها .. فأُغير رأيي فيما قطعت .. فيقول البزاز .. لا يهم يا أخي المهم أنك تجد عندي ما يرضيك .. فكل ما أقصه و أقطعه من قماش أستطيع ان ابيعه .. فلا تهتم .. حتى تعب الرجل الكبير و إحتار في الإختيار .. وبعد ان أصبحت نصف بضاعة البزاز على الأرض ومقطعة على ثمانية أذرع .. بقياس الرجل الكبير .. قال الرجل الكبير للبزاز .. سامحني ياأخي لأني أتعبتك ولم اجد ما يناسبني عندك .. فقال البزاز


google-playkhamsatmostaqltradent