recent
أخبار ساخنة

بعد وباء كورونا بقلم الشيماء الرجيبية

 *بعد وباء كورونا*

                 *عاد طعمُ العيد* 

                *وعُودوا كما كُنتم*



*بقلم الشيماء الرجيبية*


في كل يوم ندرك مع الوقت- بعد تفشي وباء كورونا- كم كانت هناك تفاصيل صغيرة تُسعدنا، لكننا فقدناها، وفقدنا إحساس الشعور بالعيد، بالألفة، بالسلام، وبتقارب الأحباب، أما الآن فقد اختلطت مشاعر الإنسان بين الفرح بعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا كما كانت، وبين الخوف والقلق على سلامة من حولهم.


إنه لمُحزن جدًا ممن لا يشعرون بطعم العيد، وقد فقدوا أحبابهم بسبب الوباء، ممن امتنعوا عن لمة الأقارب، وقيامهم بالعادات العمانية الطيبة وصلاة العيد في زمن وباء كورونا.


نعم، كان قاسيًا مؤلمًا جدًا أن نمتنع عن الخروج، وعن التمتع بالحياة، ونلتزم بالإجراءات الاحترازية، بل كنّا لا نشعر بطعمِ العيد بتاتًا.


كنتُ أتساءل:

كيف يمكن للإنسان أن يُعيّد دون أحبابه؟ وهل يمكن أن يكون العيدُ عيدًا دون الأقارب والأصدقاء؟


لكن لكلٍّ منّا ابتلاء، وعلينا الصبر، ومواصلة الحياة مهما كانت الظروف صعبة، فهذا ما تعلمته في زمن كورونا.


لابد من الفرح؛ تحقيقًا لشعائر الإسلام العظيمة، "ومن يُعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب".

فمهما كانت المصائب تتلاحق، ومهما كانت الهموم تنهال علينا من كل حدب، وصوب- فلابد من السرور بالعيد، لابد من غرس البهجة في قلوب الآخرين، وصُنع الابتسامة على مُحياهم، وهذا أنبل ما يفعله الإنسان: أن يدخل السرور على قلب غيره، ويؤجر بما فعل، ويتجاوز آلامه، ويتعالى على أحزانه.


وبعد التعثرات والأزمات في الحياة، ندرك في النهاية أن دوام الحال من المحال، وعلينا أن نرتدي لباس الصبر، ونوقن بالرضا بما قدره الله لنا، في كل وضعٍ وحال: في الفقر والغنى، في الصحة والمرض، في الحزن والفرح، في المنشط والمكره، في السفر والحضر، تتبدل الأحوال: تارةً تسوء وتتعثر، وتارةً تنهض وتتحسن، فلا شيء يستقر على حاله، وتلك هي قناعتي، مهما كان الذي مررنا به، وابتلينا من خلاله.

نحن لانقف، بل نمضي، ونستمر سعيًا لما نريد تحقيقه، فما بين غمضة عينٍ وانتباهتها يُغيّر الله من حالٍ إلى حالِ، ويرى نياتنا، وعلى صفائنا، ونقاء قلوبنا نُرزق من حيثُ لا نحتسب، وتهطل علينا رحماتُه- جلَّ جلاله-.


لذا كان لباسُنا في زمن وباء كورونا هو الصبر، والتحمل على أملٍ أن تعود المياه إلى مجاريها، وما أجمل الإنسان أن يعيش على أملٍ، ويسعى راضيًا، لا يقنط من الابتلاء، ولا ييأس من رحمة الله!.


وبعد عودة الحياة تدريجيًا، سيعود طعم العيد، فنلبس الجديد، ونعايد الأحباب في الصبح السعيد، ونصنع الحلوى، ونتبادل الأحاديث، ونُعيد اهتمامًا ، وتواصلنا بالعائلة والأحباب؛ لنجتمع، وما أجمل أن تكون هناك فرصة للسعادة، واستغلال العيد؛ لتحسين الكثير مما تهشّم، وتقريب ما ابتعد، من عائلة وأصدقاء، وأحباب!، وما أجمل أن نقتنص هذه الفرصة، ونبتكر جُلَّ ما نستطيع؛ لنبهج الأحباب، ونسعد الأطفال، ولو بكلمةٍ بسيطة لإظهار الفرح بالعيد؛ لأن هذا ما تعلمناه بعد تفشي وباء كورونا: أن نعيش الحياة بكل مجرياتها، وأحداثها، وخيباتها، وجمالها، أن نعيشها مهما كانت مُرة، بل لا نحمل هموم الدنيا فوق أكتافنا، ونمضي بها أينما سرنا، وإنما ندرك الكثير من النعم التي وهبنا الله- سبحانه-، ونشكره عليها، وأن نسعى، ونعيش الحياة، ونصنع لحظاتٍ سعيدة تخفف من وطأة ما مررنا به من أيام صعبة، ولأجلِ هذا كم هو مهمٌ جدًا أن نتذكر ما تعايشناه في زمن تفشي وباء كورونا، ونشكر الله دائمًا على نعمه، وفضله، وكرمه- سبحانه-.


كل عام، أنتم وأحبابكم، وكل عمان بخير.

طاب عيدكم، وجعل الله أيامكم كلها أفراحا، وأعيادا، وسعادة، وأمجادا.

google-playkhamsatmostaqltradent