recent
أخبار ساخنة

المرأة العربية و العمل التطوعي

الصفحة الرئيسية

  


بقلم : ملاك ايت لحسن 

هن نساء عربيات ، منهن النشيطة في المنصات الاجتماعية، ومنهن المتوارية خلف الأضواء، تختلف أعمارهن واختصاصاتهن ، لكن يجمعهن حب العمل التطوعي وشغف الدفاع عن المسكين ، اليتيم ، المحتاج، و الذي ضاق به الزمان و آمن بالقدر و نسى المكان و تناسى الآهات و اصبح للعدوان ميال. نساء همهن الوحيد هو التعاون مع المواطن و القضاء على الضنك و الاملاق المسرطن ،

 هدفهن اسعاد المسكين ، طوبى الوطن ، انقاذ سبعون و جعل آخرون للعمل التطوعي مقبلون .

 " دير الخير ولوحة فبحر جاري إلى ضاع عند العبد ما يضيعش عند الباري " ، دير الخير ونساه ،تلقاه تلقاه " كل هذه الامثال الشعبية المغربية ، جعلت المرأة المغربية تتوجه إلى العمل التطوعي دون تفكير لا استثني الرجال لكن المرأة و نظرا لعاطفتها و مشاعرها الجياشة اصبحت تتهافت على العمل التطوعي ، كذلك هو الحال بالنسبة للمرأة العربية و التي عملت بمجموعة من الاقوال المأثورة اهمها : 

" لا قيني و لا تعذبني" ، " عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة" فالمرأة العربية سطع نجمها على العمل التطوعي .

اتسم نشاط مجموعة من الجمعيات النسائية منذ عقود بالتركيز على الأنشطة الاجتماعية والخيرية، كالعناية بالأيتام والأرامل ومواساة الفئات الفقيرة والمعوزة وتوفير الخدمات الطبية وبعض الاحتياجات الملحة ، إلى جانب أنشطة أخرى موجهة إلى الأسر والنساء، و كلها ذات طابع خيري و رعائي .

للمرأة دائما دور فعال في الكثير من الأعمال التطوعية الخيرية، فمن النادر ان نجد رجلاً يرأس جمعيات خيرية، وإذا تواجد الرجال في تلك الجمعيات نجد أن أعداد النساء يفوقهن بكثير، فالمرأة بطبيعتها الحنونة والمعطاءة خلقها الله سبحانه وتعالى رمزا للإثار والإهتمام بالآخرين ومساعدتهم لتجاوز الأزمات والمحن,نضرب مثالا على ذلك بأن المرأة العربية ، كانت تمارس هذا العمل دون أن تعي مفهومه في البداية، فهي عندما ترسل أبناءها بالطعام للجيران، أو لمساعدتهم إذا طلبوا ذلك فهذا في حد ذاته عمل تطوعي، وهي التي تغرس في الأبناء حب عمل الخير، وذلك إنطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي حثنا على التكافل والإيثار والأمانة وحسن التعامل مع الآخرين، بجانب طبيعة المراة التي خلق فيها الله سبحانه وتعالى العاطفة والحب والحنان مما جعلها اكثر رقة واحساسا بمشاعر الآخرين.


كما أن اهتمامها بالتفاصيل يجعلها أكثر دقة في الإلمام بكافة جوانب المشكلة ووضع تصورات لحلها والعمل التطوعي ظاهرة إجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي في المجتمع، وهذا ما تفعله الأم في بيتها في مجتمعها الصغير، لذلك من الطبيعي أن نجد المرأة متواجدة بقوة في العمل التطوعي.

ومنذ القدم كانت الأعمال التطوعية ومازالت تحت مظلتها، وبعد أن تغيرت الرسالة التي تقدمها تلك الجمعيات للمجتمع، انبثقت منها الجمعيات التخصصية كجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعيات المساعدات العينية وغيرها، وبدأت تتجه لرسالة أخرى ألا وهي (تمكين المرأة)، بمعنى تقويتها من الناحية الإجتماعية والمادية والمهنية، وتعزيز إمكانياتها لتصبح قادرة على مواجة الزمن، وانسانة تشارك في عملية التنمية .

" مد يدك لمن يسقط ،كما تمدها المرأة بقوة، بدقة، بعزيمة و بحكمة" 

google-playkhamsatmostaqltradent