recent
أخبار ساخنة

صفحات من العلاقات السرية بين الاخوان وواشنطن

الصفحة الرئيسية


 عمالة بالفطرة (2/2)                                            صفحات من العلاقات السرية بين الاخوان وواشنطن بقلم د.رفعت سيدأحمد


منذ نشأةجماعة الاخوان  عام 1928 وحتي اليوم (2021) وهم يقاولون عكس ما يفعلون  ويبررون تناقض فعلهم مع قولهم بعشرات الحجج الواهية ،غير مدركين أن شعوب هذة المنطقة التس إكتوت بنار إرهابهم وإرهاب الجماعات التي خرجت من تحت عباءتهم –مثل القاعدة وداعش _ يعلمون الحقيقة ويدركونها تمام الادراك ربما دون حاجة الي باحث ينقب والي قلم يكشف ويفضح ،إن سيماهم في وجوههم من أثر العمالة المبكرة وبالفطرة التي جبلوا  عليها منذ النشأة .أحد أهم تلك التناقضات هي إدعائهم مقاتلة أمريكا و أنهم أعداء تاريخين لها ،هكذا روجوا منذ بداياتهم لهذة المقولة وكانت سنوات ما سمي بالربيع العربي ،كاشفة لدجل هذا القول  ،حيث ظهر جليا أن الاخوان ذوي علاقات وظيفية تاريخية مع المشروع الامريكي (بل والصهيوني في بعض تقاطعاته ومراحله ) وجاء الربيع العربي بأحداثه ومؤامراته خاصة علي سوريا ؛قلب العروبة النابض كما كان يسميها الزعيم جمال عبدالناصر ؛جاء ليكشف أن الاخوان والامريكان أصحاب مشروع واحد وهومشروع إسقاط الدولة الوطنية وإستبدالها  بشرق أوسط جديد(بلحية )أي شرق أوسط قشرته الخارجية إسلامية خادعة وجوهره أمريكي صهيوني بإمتياز ،شرق أوسط تضيع فيه فلسطين تماما ومعها الدول الوطنية وجيوشها وتتحول الى طوائف ودويلات داعشية أخونية متنحارة . ولولا يقظة جيوش المنطقة واستبسالها في الدفاع عن (الدولة الوطنية ) وفي مقدمتهم الجيش المصري والجيش السوري ،لسقطت  مصر وسوريا وتبعتها باقي دول الاقليم .إن هذة الحقائق تدفعنا الي الغوص أكثر لكشف بعض صفحات التحالف المشبوه والتوظيف السياسي والديني  بين الاخوان وواشنطن لينير لنا معالم المستقبل كي لا تتكرر مآسي الماضي ثانية ولنفتتح  الان بعض الملفات                                               **********                                                                                                 1) يحدثنا التاريخ أن علاقة الإخوان مع أمريكا ليست وليدة الأيام أو السنوات الأخيرة، من هذا الربيع( العبري )ولكنها كما أشرنا آنفاً تعود إلى الأربعينات ولكن إذا ركزنا على السنوات العشرين  الأخيرة سنجد الكثير من المفاجآت ، حيث أفادت إحدى الوثائق المسربة من السفارة الأمريكية بالقاهرة، كشفها "موقع ويكيليكس" أن مسئولي السفارة أقاموا أول اتصال رسمي جديد (لان كان هناك اتصالات سابقة موثقة زمن ناصر والسادات)  في مصر مع جماعة الإخوان المسلمين عام ١٩٨٦، ثم توالت اللقاءات  وكانت قيادة الإخوان وقتها حريصة على إقامة حوار مع السفارة الأمريكية بالقاهرة، وفي 29 يونيو 2011 صدر خطاب من مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات "دانيال بورين" إلى السيدة جينيفر مزراحي مسئولة منظمة المشروع الإسرائيلي، جاء فيه أن الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، التي كانت قد بدأت في عام 2006 وقد نشر هذا الخبر في صحف ومجلات الجماعات اليهودية الأمريكية واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، بل ونشر بجواره أن إسرائيل ستحضر اللقاءات الأمريكية المقبلة مع الإخوان عبر مسئولين أمريكيين، ولقد ردت الإدارة الإسرائيلية بسؤال عن موقف الإخوان من حركة حماس، وكانت المفاجأة في الإجابة التي قالها دانيال بورين بأن لنا اتصالات سرية مع الإخوان بدأت في عام 2006، بهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته، ولا علاقة للأمر بحركة حماس، وبورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا، كما كلف الرئيس الأمريكي أوباما "جون كارسون" بملف العلاقات مع الإخوان أيضا، وهو صاحب نظرية طحن البيانات، حيث يقوم بجمعها عن طريق المتطوعين، وبدأ يظهر بعد الثورة المصرية علي يمين الرئيس أوباما، وقد اشترطت الإدارة الأمريكية على الإخوان علي حد ما نشرته الصحف الأمريكية أن تعمل الجماعة علي ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الأمريكي، ومجابهة الأصوات المعادية لأمريكا وإسرائيل، والتمهيد للمفاوضات العربية/ الإسرائيلية لحل القضية الفلسطينية، ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم، في مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر، وتم تحديد السيدة "آن دي بارل نانس" نائب كبير موظفي البيت الأبيض لتكون المسئولة عن ترتيب اللقاءات بين الإدارة الأمريكية والإخوان، وترتيب المواعيد والبروتوكول، ولقد شنت المنظمات اليهودية هجوما علي إسناد ملف العلاقة مع الإخوان إلى جون كارسون، وعلقوا على الأمر بأن أمريكا تريد أمركة الإخوان، وتم ضم جون فافيرو إلى الأسماء السابقة في متابعة ملف العلاقات مع الجماعة، وهو من قام بكتابة جميع خطابات أوباما السياسية خلال الثورة المصرية، كما تم تكليف مكتب البيت الأبيض لـ"شراكات الأديان" بالانضمام إلى المجموعة السابقة لتولي ملف العلاقة مع الجماعة، وما يؤكد هذا الأمر أن الجماعة لم تتطرق بعد الثورة إلي مسألة الغاز المصدر إلي إسرائيل أو حقوق الشعب الفلسطيني، كما خرج د.عصام العريان الوجه الإخواني المقبول أمريكيا للتأكيد على أنه لا مساس بقانون الخمور في مصر، ولا مساس بالسياحة، وبالترحيب باستقدام اليهود المصريين إلى مصر ثانية ، وهو بذلك يبعث رسالة غرامية جديدة – كما هى عادتهم - إلي أمريكا والغرب.

**********

2)وبعودة للتاريخ تؤكد الوثائق السرية التي أفرجت عنها "سي آي إيه" أن الإدارة الأمريكية كانت تراقب الإخوان ونشاطاتهم منذ عام 1947 حيث تذهب إحدى الوثائق بتاريخ 16 أكتوبر 1947"، لتقول نصاً: إن عنصرا جديدا أضيف بعد الحرب العالمية مع ظهور حزب الإخوان المسلمين، الذي يؤكد على الإسلام وكراهيته للتدخل الأجنبي في العالم العربي وأنه من المهم جداً اختراقه والتعاون معه .

وفي وثيقة أخرى تحت عنوان "عواقب تقسيم فلسطين" بتاريخ 28 نوفمبر 1947 تذكر وكالة الاستخبارات الأمريكية إنه: تم تأسيس حركة الإخوان المسلمين التي تتمركز في مصر من الشبان المسلمين، بغرض توجيه المجتمع العربي بما يتوافق مع الأيديولوجيا الإسلامية، وتم تأسيس فروع لتنظيم الإخوان في سوريا، ولبنان، بالإضافة إلى فلسطين، والذي يعد من أكثر أفرعها نشاطا، وينظر تنظيم الإخوان إلى "التغريب"، باعتباره تهديدا خطيرا للإسلام " ، وطالبت الوثيقة بضرورة بناء علاقات قوية مع هذا التنظيم وهو ما جرى بعد ذلك فى الخمسينيات .

************

3)لغز (سعيد رمضان):

فى فبراير 2011 وفي مقال نشرته "نيويورك ريفيو أوف بوكس" ذهب الصحفي الكندي آيان جونسون إلى وصف العلاقة بين الإخوان وأمريكا بأنها أكثر من حميمية، وكشف صاحب كتاب "مسجد في ميونيخ - 2011"، الذي يعرض بالتفصيل لنشاط الإخوان في أوروبا ودورهم فى تجنيد عناصر تبنت فيما بعد الفكر الجهادى، أن ما بين الإخوان والمخابرات الأمريكية تراضيا حقيقيا، يرجع إلى الخمسينيات من القرن الماضي، وهو "تراض صامت"، تم بمقتضاه الاتفاق على معاداة الشيوعية، وتهدئة أي توترات للمسلمين في أوروبا.

أكد جونسون في مقاله إطلاعه على أحد الكتب للرئيس الأمريكي السابق دوايت ديفيد أيزنهاور يروي فيه تفاصل اجتماع حضره سعيد رمضان مندوب الإخوان المسلمين، وصهر مؤسس ومرشد الجماعة حسن البنا وهو والد طارق رمضان الذي يحمل الجنسية السويسرية،(والذي اشتهر بالفضائح الجنسية مؤخرا!!) مشيرا إلى أن الـ"سي آي إيه" دعمت سعيد رمضان بشكل علني، وكانت تعتبره عميلا للولايات المتحدة، وساعدته بالتالي في الخمسينيات والستينيات في الاستيلاء على أرض مسجد ميونيخ، وطرد المسلمين المقيمين ليبني المسجد عليها، الذي يعد من أهم مراكز الإخوان المسلمين في أوروبا.

كشف جونسون أيضا دور المخابرات البريطانية في مساعدة سعيد رمضان لترتيب انقلاب ضد عبدالناصر سنة 1965، وهي العملية التي انتهت بالقبض على غالب عناصرها، فيما عرف تاريخيا بقضية تنظيم الإخوان، التي أعدم بسببها سيد قطب.

*********

4)يؤكد ماثيو هولاند في كتابه "أمريكا ومصر: من روزفلت إلى أيزنهاور- 1996" ، أن العلاقة بين عبدالناصر والولايات المتحدة لم تكن سيئة في السنوات الأولى من الثورة.

ثم تحول عبدالناصر لاحقا إلى السوفيت والمعسكر الشرقي مما غير حسابات لندن وواشنطن، وأصبح عدو الأمس صديق اليوم، وبدأت علاقة جديدة بين الإخوان وأمريكا، هدفها هذه المرة القضاء على عبدالناصر نفسه، وحاولت الولايات المتحدة وبريطانيا دعم الإخوان عبر تشكيل خلايا سرية تعمل ضد الثورة، وقد أقنعت واشنطن ولندن الإخوان المسلمين بالتعاون معهم ، وتم تشكيل خلية "فدائيي الإسلام"، التي استطاع عبدالناصر كشفها، واعتقل على إثرها عددا من قيادات الإخوان، مع سحب الجنسية المصرية من عدد منهم، من بينهم (سعيد رمضان) نفسه عام 1965.

وعلى الرغم من إثبات الاستخبارات المصرية تورط (سعيد رمضان) في تنفيذ أعمال إرهابية إلا أن الحكومة السويسرية لم تتخذ أي إجراء ضد رمضان المقيم على أرضها، ما يضع علامات استفهام حول حقيقة الدور الأمريكي والبريطاني في مخطط اغتيال جمال عبد الناصر، وبعد وفاة عبدالناصر، وتراجع المد القومي، نشأت علاقة من نوع جديد بين أمريكا والإخوان،بخاصة خلال فترة حكم السادات، وأكد الكاتب الأمريكي روبرت دريفوس فى كتاب بعنوان "لعبة الشيطان.. كيف أطلقت الولايات المتحدة العنان للأصولية الإسلامية منذ 2005" حيث دعمت واشنطن الجماعات الإسلامية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا جهرا وسرا، مما تسبب فى ميلاد الإرهاب، وأن أمريكا تلاعبت بالجماعات الإسلامية التي دعمتها ومولتها.. دريفوس قال: إن الولايات المتحدة استخدمت الإخوان المسلمين فى الخمسينيات، ضد جمال عبدالناصر والمد القومي، واستخدمتهم لاحقا في زمن السادات بأشكال ووسائل عدة من المال الي الاعلام الي السياسة

5)يذكر ستيفين ميرلي الباحث في معهد هدسون بواشنطن في دراسة مطولة عن الإخوان المسلمين في الولايات المتحدة (2009) أن الإدارة الأميركية سمحت لهم بمزاولة نشاطاتهم التنظيمية داخل الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، قام الإخوان في أميركا في أوائل الستينات بعمل منظمات تعمل كواجهة خارجية تغطي على هذا التنظيم السري للإخوان في الداخل الأمريكي، ويقول ميرلي إن هذا التنظيم السري حقق نجاحات واسعة في خلق منظمات راعية ودافعة لتحقيق الأهداف السامية لإخوان أمريكا.

ويذكر الكاتب أنه في البدايات كانت مرحلة التجميع والحشد، حيث بدأ تشكيل الحركة بالتزامن مع بدء الفاعليات الإسلامية في أمريكا الشمالية أو قبلها بقليل: بدأ تشكيل المتطوعين لكن بدون أي إطار تنظيمي، فهي إذن مجموعات من المتحمسين أو الناشطين كانوا في بلادهم من الإخوان أو من جماعة أخرى أو ليس لهم أدنى انتماء، فجمعهم النشاط والعمل مع الفريق، وبهذا كانت مرحلة غرس بذرة الإخوان في أمريكا الشمالية، ثم بدأت المرحلة الثانية ذات الطابع التنظيمي، حيث تم عمل مجموعات على مستوى دول أمريكا الشمالية، ولديهم إطار تنظيمي تنسيقي ما يسمى بمجلس التنسيق، والذي أولى اهتمامه بالتنسيق بين جهود المجموعات الدولية، والتحقق من مدى فاعليتها، والاستفادة من تجاربها والخروج بتوصيات، لكنها غير ملزمة للمجموعات، ثم تنامت هذه المجموعات، لتفرز قادة لها، ثم يتم عمل مجموعة تنسق وتجمع بين قادة المجموعات، في غياب أعضاء المجموعة الأقل في السلم القيادي، وعليه تم إلحاق بعض الدول التي ليس لديها مجموعة ممثلة في مجلس التنسيق أن تنضم إلى أقرب مجموعة في الدولة المجاورة لها، كما كان الحال بالنسبة للعراق مع الأردن وليبيا مع مصر.

ويضيف ميرلي لقد اعترف أحد مؤسسي هذا الاتحاد بأن تاريخ تأسيسه يرجع إلى عام 1962، قائلا: بدأ عمل الاتحاد في جامعة اليونس في يوربانا شامباين حيث تجمعنا لأول مرة في 25 ديسمبر من عام1961، وكنا يومها ثمانية طلاب، حيث اتفقنا على أن نلتقي في الأول من الشهر التالي في 1يناير 1962، حيث ضمت ولايات انديانا ووسكونسين ومينوسوتا، وكنا يومها خمس عشرة، ثم اتفقنا على إطار أيديولوجي يمكننا السير عليه والالتزام به،لنحقق أعلى فاعلية في الجامعات الأمريكية،وتنضم إلينا الفرق الطلابية من كل حدب وصوت.

بدأ الاتحاد عمله رسميا في 1963 حتى أصبح من العلامات المميزة في الجامعات والمعاهد الأكاديمية، حتى إنه تمتع بحوالي 250 مكتبا تمثيليا له في مختلف جامعات أمريكا وكندا، كما توجد للاخوان - بحسب ستيفين ميرلي - جمعيات ومؤسسات أخرى تعمل في إطار القانون، وبموافقة من السلطات الأمريكية، وهي: الوقف الإسلامي بأمريكا الشمالية، والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومجلس العلاقات الإسلامية/ الأمريكية، والجمعية الإسلامية/ الأمريكية والمجمع الفقهي لأمريكا الشمالية.

*********

6)وبعودة ثانية للتاريخ حتى نفهم الواقع ، نجده يحدثنا عن اتصالات سرية عديدة جرت بين الإخوان والأمريكيين ومن قبلهم الإنجليز لم تنقطع طوال التسعين عاما الماضية، فخلال فترة الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضي جرت اتصالات سرية بين الجماعة والإنجليز، وكان مسئول الاتصال بين الجماعة والمخابرات البريطانية هو رجل المخابرات البريطاني وليام بير، وأول اتصال بين جماعة الإخوان والأمريكيين تم في عام 1953 في عهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور، وقد تم هذا الاتصال في جامعة "برنستون" الأمريكية بترتيب خاص من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ"سي آي إيه"، وكان هدفه محاولة استقطاب الإخوان لصالح الولايات المتحدة، في التصدي لخطر المد الشيوعي في العالم العربي والشرق الأوسط، عقب انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

بعد الصدام بين الرئيس جمال عبدالناصر والإخوان المسلمين عقب حادث المنشية(1954) واعتقال النظام الناصري للمئات من أعضاء الجماعة، والزج بهم في السجون، نجحت المخابرات الأمريكية في تجنيد بعض قيادات الإخوان التي تمكنت من الهروب من مصر إلى السعودية للعمل على قلب نظام الحكم في مصر، ومحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر، وكان من بين هذه القيادات التي تم تجنيدها سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا مؤسس الجماعة، بل إن بعض الوثائق الغربية تكشف الدور الذي لعبته المخابرات الأمريكية في تأسيس المركز العالمي لجماعة الإخوان المسلمين في ميونيخ بألمانيا الغربيةكما سبق وأشرنا

وفي زمن  السادات ومبارك تذكر الوثائق أن السفير الأمريكي السابق في القاهرة "فرانسيس ريتشارد دونى" كشف عن إجراء اتصالات ولقاءات منتظمة بين سفارة بلاده والإخوان، بدأت منذ عهد السادات في فترة السبعينيات، بل إنه شخصيا دأب على زيارة مقر الجماعة بمنطقة وسط البلد، منذ أن كان موظفا صغيرا في السفارة الأمريكية، بداية من الثمانينيات وحتى أحداث 11 سبتمبر ، وأن هذه اللقاءات كانت تجرى بعلم وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، رغم إعلانها 2005 بالقاهرة عدم الاتصال بالجماعة، خشية تأثر العلاقات مع مصر، وأنهم كانوا يرسلون تقارير كاملة عن هذه الاتصالات لواشنطن، ولعل أبرز دليل على قوة هذه العلاقات أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وفى نطاق ما سمي "الحرب على الإرهاب" أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية العديد من المنظمات الإسلامية ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظور التعامل معها، لكن لم تكن من بينها جماعة الإخوان المسلمين، وفى عهد أوباما واصلت الولايات المتحدة الاتصالات بالجماعة من جديد، وعندما حضر الرئيس الأمريكي إلى القاهرة في 4 يونيو 2009 لإلقاء خطابه الشهير للعالم الإسلامي في جامعة القاهرة، تم توجيه الدعوة رسميا من قبل السفارة الأمريكية في القاهرة لثلاثة من نواب الإخوان في مجلس الشعب لحضور الخطاب، وقبل الخطاب بشهرين، أي في شهر أبريل حدث لقاء بين ممثلين عن الإخوان ومسئولين في الإدارة الأمريكية، وكان للدكتور سعد الدين إبراهيم ، القريب من دوائر الاستخبارات والإدارة الأمريكية منذ السبعينات ، دوراً فى هذه اللقاءات وفقاً لروايته هو شخصياً ، هذا وكشفت وثائق غربية وإسرائيلية أن أوباما قام شخصيا بالتوقيع على قرار بإلغاء الحظر المفروض على د. طارق سعيد رمضان، والسماح له بدخول الولايات المتحدة، كما كشفت الوثائق أيضا عن لقاء تم بين أوباما في البيت الأبيض مع ممثلين عن جماعة الإخوان على مأدبة إفطار في شهر رمضان 2009، وأنه قبل منهم هدية عبارة عن مصحف عليه شعار جماعة الإخوان، وخطاب حسن نوايا من الجماعة، تنبذ فيه العنف كعقيدة تخالف الإسلام، كما تعهدوا بأنهم لا توجد لديهم ضغائن تجاه إسرائيل، وأنهم يؤمنون بمبدأ التفاوض، وأنهم لا يعارضون السلام مع دولة إسرائيل، ولا توجد لديهم مخططات في هذا الموضوع، وبسبب هذا الخطاب حصلوا علي تأييد أوباما الكامل، بل إن أوباما، حتى قبل هذا اللقاء، كان قد فتح قناة حوار سرية، وأن أول دليل علي العلاقة الجديدة جاء في الدعوات التي وجهها أوباما شخصيا لكل من د.حازم فاروق ويسري تعيلب و سعد الكتاتني (وهم من قادة الاخوان ) لحضور الخطاب الشهير الذي ألقاه بالقاهرة أثناء زيارته الأولى لمصر، وكانت الدعوات من الرئيس الأمريكي شخصيا، بالرغم من أنها كانت تبدأ بجملة "يتشرف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي والدكتور حسام كامل رئيس الجامعة بدعوتكم".

*********

7)  في جلسة استماع الكونجرس لشهادة المخابرات الأمريكية حول أحداث ثورة  يناير في مصر قال رئيس المخابرات الأمريكية وقتها ليون بانيتا، ردا على سؤال: هل جماعة الإخوان المسلمين في مصر جماعة إرهابية متشددة؟.. فقال: إن الواقع يدفعنا أن نشهد بأنه من الصعب فعلاً تقييمهم كجماعة متشددة دينيا، حيث إنهم في اتصالات مستمرة بيننا وبينهم وبين أجهزة مخابرات إسرائيل، وإن كل الاتصالات تؤكد يوما بعد يوم أنهم جماعة سياسية منفتحة، تسعى لإثبات نفسها كجماعة سياسية يمكن الاعتماد عليها، بل إنه ذكر في شهادته أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ربما كانت من بين أذكى الجماعات السياسية الدينية بالعالم حاليا، لأنها قد طورت أفكارها في فترة وجيزة، لتتفاعل مع محيطها السياسي والجغرافي، لتحقيق أهدافها الخاصة، وفي رده على سؤال آخر للكونجرس حول: هل يوجد متشددون في الجماعة، لا تعرف المخابرات الأمريكية عنهم معلومات بعد؟.. قال: في الواقع كل الاتصالات بيننا وبينهم، وكذلك اتصالات الموساد معهم، لم نستطع تحديد حقيقة وجود متشددين أو فصيل متشدد بينهم، مضيفا: الإخوان المسلمين في مصر لا يتصلون بنا وحدنا في الـ"سي آي إيه"، وتلك المعلومات ليست ثمار اتصال منفرد بيننا وبين الإخوان في مصر، (لأنهم عمليا يتصلون منذ أعوام بأكثر من 16 جهاز مخابرات بالعالم، ومعلوماتنا تعد خلاصة بيانات أجهزة مخابرات العالم عن رأيهم فيما أسفرت عنه اتصالاتهم بالإخوان في مصر، ونهاية برأينا نحن يمكننا أن نقطع بأن الجماعة قد نبذت العنف حاليا، وأنها تسير بكل طاقتها للسيطرة علي مقاليد الأمور السياسية في مصر).  يتصلون ب 16 جهاز مخابرا دولي !!!!!ولنتأمل وننتبه  لهذا القول الصادم لرئيس المخابرات الامريكية الاسبق والذي قيل عام 2011 ونحن اليوم عام 2021 ومن المؤكد أن هذة الاجهزة المخابراتية التي يتواصل ويتعاون معها الاخوان قد تضاعف عددها  وهو تعاون لا علاقة له لا بمصالح الاوطان أو الاديان بل  فقط بمصالح (طائفة )الاخوان فقط !

***********

* خلاصة القول فى دراستنا هذه أن العلاقات السرية والعلنية بين الإخوان وأمريكا حقيقة تاريخية ثابتة ، وللأسف زادت قوة بعد وصولهم للحكمفي مصر (2012-2013) ومشاركتهم فى مؤامرة تدمير ليبيا وسوريا (عبر إخوانهم هناك)  وسقوطهم في مصر بعد ثورة 30 يونيو 2011 كان هو الضربة القاصمة  والكاشفة لكل تلك الملفات السرية  المسكوت عنها .ومطلوب وبإستمرار الحذر والانتباه ،  حتي لايتجدد الخطر وفق تحالفات جديدة  بين الاخوان الدواعش و دول كبري أثبت التاريخ أنها  لاتقيم وزنا للقيم وسيادة الدول  بل لمصالحها الضيقة فقط .

google-playkhamsatmostaqltradent