recent
أخبار ساخنة

كيف نجحت "روسيا وإيران" من زيادة حيرة الرئيس بايدن ؟ بقلم :- سمير عبيد

الصفحة الرئيسية


#تمهيد :-

بدأت أدارة الرئيس بايدن بهندسة مسرح عمليات جديد في دولة مهمة في المنطقة بمحاولة أيقاف الطموحات الروسية، ومحاولة أخراج إيران من المنطقة واجبارها على الجلوس في مفاوضات جديدة. وسوف (نشرح هذا فيما بعد). كل هذا كانت تراقبه طهران وموسكو .ولم ينجح بايدن بالتغطية عليه من خلال التعامل الهادىء و الناعم مع إيران، والمتوجس والحذر مع روسيا .


#شروع إيراني لمحاصرة بايدن !

يشعر الايرانيون هذه الأيام بأن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن غير مستعجل وغير متحمس للعودة الحقيقية الى الأتفاق النووي الذي خرجت منه الولايات المتحدة عام ٢٠١٨ .بل يطالب ايران بموافقة العودة بشروط تعجيزية من جهة. ومن جهة أخرى تعمد على أستفزاز إيران بشرطه أن تحضر السعودية ودول الخليج في حالة الرجوع للاتفاق النووي وبشرط اضافة مايلي :- 

١- ملف الصواريخ الباليستية .والذي ابتدعوا له ملفاً جديدا أمس ٩ شباط ٢٠٢١ عندما تسلم مجلس الأمن تقريرا أممياً يحذر من امكانية ان تكون ايران وكوريا الشمالية قد أستأنفتا في العام ٢٠٢٠ تعاونهما في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى. وطبعا نفت إيران ذلك . ويُذكرنا هذا بالكذبة التي استندوا عليها فقرروا غزو العراق، وهي أسلحة الدمار الشامل!. وان تحريك هذا الملف وراءه إسرائيل !

٢-ملف التوسع الإيراني في المنطقة .وان هذا الملف وراءه السعودية ودول الخليج "وكل شيء بثمنه" !


#وطبعا هذا كله أستفز الايرانيين جدا. فسارعوا الى أتخاذ خطوات تكتيكية مهمة جدا ، ومن جهة اخرى قرروا صنع أوراق جديدة تكون بحوزة ايران لتزيد من تأثيرها وأهميتها في المنطقة ومن هذه الخطوات مايلي :- 


*أولا :- أسقاط أتفاق ماكرون -بايدن !

في ٢٤ يناير ٢٠٢١ أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون بأنه تم التنسيق بينه وبين الرئيس الاميركي بايدن بأن يكون الرئيس الفرنسي وسيطاً حول الأتفاق النووي ولبنان .

وتوقع ماكرون سيفرج الايرانيين بذلك. وكذلك توقع بايدن ان الرئيس الفرنسي سينجح بالمهمة من خلال الورقة اللبنانية وهي ورقة مغرية للإيرانيين من وجهة نظر بايدن .ولكن للإيرانيين رأي آخر وباشروا فيه مباشرة من خلال مايلي:-

١-قرار المرشد الايراني السيد الخامنئي بأختيار رئيس البرلمان الايراني محمد باقر قاليباف " المحسوب على التيار المتشدد والقادم من الصف الاول للحرس الثوري" مبعوثا خاصاً وحاملا ً رسالة مهمة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جاء فيها (سيبدأ فصل جديد من العلاقات الإستراتيجية بين البلدين من خلال مساندة القوتين الروسية والإيرانية لبعضهما البعض وفي جميع القضايا ) .وهذا بحد ذاته إعلان إيراني بالإنتماء العلني الى المحور الصيني - الروسي الصاعد بقوة من جهة . وإعلان إستراتيجي بأن حدود هذا المحور هو الخليج الفارسي ويعبر صوب العراق وسوريا ولبنان من جهة اخرى !

٢-وبهذا اسقطوا أحلام ماكرون من جهة .وفي نفس الوقت رفضوا ربط الملف " اللبناني " بموضوع الاتفاق النووي . ويعتبر رسالة إيرانية لفرنسا بأن ظروف مابعد انفجار مرفأ بيروت باتت غير موجودة وعندما نزل الرئيس الفرنسي في لبنان مزهوا وقابلته إيران بالدعم الصامت ،وكذلك فعل حلفاءها في لبنان !


*ثانيا :- الشروع بمناورات أستراتيجية !

في الثامن من شباط ٢٠٢١ عبرت السفينة الهجومية البرمائية "يو أس أس ماكن -إيلاند"مضيق هرمز متجهة الى الخليج للتدريب مع الحلفاء والشركاء الاقليميين. وكانت رسالة قوة وتحدي لإيران وللمحور الصيني الروسي من قبل ادارة بايدن .ولقد وصلت الرسالة لدول هذا المحور مباشرة .وفي نفس اليوم ٨ شباط ٢٠٢١ أعلن السفير الروسي لدى إيران "ليفان غارغريان" ان مناورات بحرية ثلاثية تشارك فيها ( روسيا والصين وايران) وستبدأ منتصف "فبراير / شباط" في المحيط الهندي .وستركز على تطوير التعاون في عمليات البحث والانقاذ ،والتدابير لضمان سلامة الملاحة البحرية ".ويعتبر هذا تحدي ايضا من قبل المحور الصيني الايراني الروسي من جهة . ومن جهة أخرى تعتبر رسالة علنية ثانية بأن إيران باتت عضو وشريك في المحور الصيني الروسي .والأهم هو تحذير جدي من أي عبث في منطقة الخليج ومضيق هرمز لانه بات مسؤولية هذا المحور ايضا وليس إيران وحدها !


*ثالثا :- الشروع بهندسة ملفي طالبان وباكستان !

١-سارعت إيران وبشكل جدي بالدخول على الخط الأفغاني لتجعل ورقة ( طالبان) بيد إيران .وخصوصا بعد الانسحاب الأميركي من افغانستان .وبالفعل زار طهران وفد رفيع ومهم من حركة طالبان والتقى مع كبار المسؤولين الايرانيين . والهدف لكي تحصل إيران على نفوذ متزايد في المنطقة وافغانستان التي تمثل الخاصرة المهمة لايران والتي تراهن عليها واشنطن . وكذلك لتصنع إيران من وراء ذلك أوراقًا إستراتيجية اضافية تتلاعب بها أمام واشنطن .

٢-تحاول طهران توظيف الخلاف " الباكستاني /الهندي"لصالحها.وبمحاولة لتفاهمات مع باكستان لتقاسم النفوذ في افغانستان .وطبعا هنا لن تبقى الصين صامته وهي الحليف الاقتصادي لباكستان. بل سوف تدفع باكستان نحو إيران التي باتت شريك مهم ومتقدم للمحور الصيني الروسي، والذي تكلمنا عنه في سياق هذا المقال !  


*رابعا:- التلويح بالقنبلة النووية ولأول مرة !

كررت طهران مراراً وعبر السنين المنصرمة بأنها لا تنوي أنتاج قنبلة نووية. بل أن برنامجها النووي للأغراض السلمية. وأول من ارسل رسالة أطمئنان لدول المنطقة والعالم هو الشيخ الراحل هاشمي رفسنجاني.وكذلك كررها مستشار المرشد الايراني الدكتور علي أكبر ولاياتي قائلا أن ( فتوى الولي الفقيه ) هي التي تحرم أنتاج وحيازة الأسلحة النووية .

ولكن وزير الاستخبارات بحكومة حسن روحاني وهو السيد محمود علوي كسر المحظور من خلال مقابله معه في التلفزيون الايراني الرسمي بتاريخ ٩ شباط ٢٠٢١ عندما قال (أن بلاده قد تلجأ الى أنتاج سلاح نووي أذا أستمرت الضغوط عليها ) .ومن الطبيعي ان هذا الوزير لن يتكلم من رأسه ولوحده .بل بُلغ أن يُطلق هذه الرسالة المهمة لتصل الى دول المنطقة. والى الولايات المتحدة واسرائيل .وكذلك الى المجتمع الدولي مفادها خففوا ضغطكم على ايران وإلا ستكون طهران مضطرة لأنتاج قنبلة نووية .وهذا كلام جديد ويؤيد تصريح وزير الخارجية الأميركي بلينكن قبل أسبوع وعندما قال ( ايران لا يفصلها غير اسابيع قليلة لأنتاج موادا تتعلق بانتاج قنبلة نووية ) !

فياترى هل مسج أم شيفرة هي التي أطلقها وزير الخارجية الاميركي الجديد بلينكن!؟


#وهنا أعود لنفس توقعاتي واسئلتي التي نشرتها قبل أكثر من أسبوع وقلت فيها :-

١-لدي توقعات ومن خلال مراقبة تعاطي الرئيس بايدن وادارته مع إيران بأن الرئيس بايدن يرغب في قرارة نفسه ومعه كثير من الديموقراطيين بأن تكون لدى ايران قنبلة نووية. لكي يغلق هذا الموضوع وينتقل لشروط النادي النووي والتي ستُفرض على إيران العضو الجديد في النادي . وفي نفس الوقت يولد توازن مهم في المنطقة بين القنبلة النووية "السنية" في باكستان ،والقنبلة النووية " الشيعية" في إيران. لكي يبدأ فصل حوار اميركي- ايراني جديد حول الصواريخ الباليستية وملفات اخرى ! 

٢-وتوقعتُ حينها ايضاً .. أن الرئيس بايدن يريد توريط الجمهوريين والرئيس ترامب وادارته وحتى إسرائيل بأنهم هم سبب حصول ايران على القنبلة النووية بسبب خروج واشنطن من الأتفاق النووي الذي ابرمته ادارة اوباما الديموقراطية مع طهران وبحضور الاوربيين.ويريد بايدن اثبات ان الحصار ضد ايران ليس ناجعاً ،بل هو ضد الشعب الايراني بدليل انتج النظام الايراني قنبلة نووية. لكي يبرر الرئيس بايدن فيما بعد رفعه للحصار عن ايران الذي تسبب بخسائر قدرها 100 مليار دولار في عائدات النفط فقط ،بسبب العقوبات الاميركية وهذا ماصرح به بتاريخ ٦ شباط ٢٠٢١ النائب الاول للرئيس الايراني حسن روحاني السيد اسحاق جهاتغيري . والسبب الآخر لانه ليس من مصلحة الولايات المتحدة ان تصبح إيران حليف استراتيجي للمحور الصيني - الروسي. وليس من مصلحتها ان تكون إيران رأس حربه لهذا المحور والذي سيصل الى العراق وسوريا ولبنان على ظهر ايران وحلفاءها في تلك الدول ! 


سمير عبيد

١٠ شباط 

google-playkhamsatmostaqltradent