recent
أخبار ساخنة

الجزء الثاني وبالأسرار:- -كيف خدع الايرانيون ادارة أوباما في العراق ؟

الصفحة الرئيسية

 


-كيف خطط أوباما للأنتقام من الايرانيين وحلفائهم العراقيين في العراق...ولكن ؟ 

بقلم :- سمير عبيد

#كيف دافعت أدارة أوباما عن سكوتها  تجاه توغل ايران في العراق؟

*أولا :-

فالحقيقة المرة  التي دافع و يدافع عنها أعضاء أدارة الرئيس اوباما هي:-أن  أدارة أوباما  اضطرت الى عدم الاعتراض على تمدد الايرانيين في العراق، والسكوت على عن فساد وفشل حلفاء ايران وحلفائهم من المكونات  الاخرى  في العراق. وذلك لتطمين الايرانيين وجعلهم يستمرون في التفاوض حول الملف النووي في حينها .بحيث تلاعب الايرانيون عمدا في أطالة وقت التفاوض ليوفروا وقتاً كافيا لهندسة تحالفاتهم في العراق وكذلك لهندسة  تمددهم الذكي  في العراق .وكانت ادارة أوباما  تعلم وتراقب ذلك. ولكن حينها كانت أسيرة بل  أشبه ب"بلاّع الموس"( وللاسف كانت المفاوضات  و النتيجة  على حساب العراق والشعب العراقي الذي ليس لديه من يدافع عنه حينها وحتى الآن  )!

*ثانيا:-

وعندما نجح الايرانيون باستغلال ذلك .رسخوا تواجدهم وانتشارهم في العراق. بحيث وصلت الامور بهم لفرض الوزراء والمسؤولين في الحكومات العراقية،وتعطيل  الحكومات العراقية  ان لم تكن فيها حصة الأسد لإيران.لا بل وصلت الأمور بأن يجلس قادة أمنيين من ايران في غرف العمليات العسكرية والأمنية العراقية  لوضع الخطط حول تسيير زيارات العتبات المقدسة في العراق في شهر محرم " عاشوراء" وزيارات مقدسة اخرى. ناهيك عن دخول عشرات الآلاف من الايرانيين الحدود العراقية عنوة ودون جرد وتسجيل وعدم معرفة الذين مكثوا في العراق ولم يعودوا وماهي واجباتهم داخل العراق( وحدث أقتحام الحدود العراقية مرات ومرات)وهذا لم يحدث في تاريخ الدول  .فبقيت الولايات المتحدة حينها  في حيرة من امرها. فان أوقفت الايرانيين عّن ذلك سوف تنهار المفاوضات حول الملف النووي . وان انهارت سوف لن تخرج ادارة أوباما بأنتصار عالمي مرموق.وحينها لابد من مواجهات امنية وعسكرية ضد إيران  في العراق. وهذا ما تراجع عنه الرئيس اوباما .

*ثالثا :-

فذهب الرئيس الداهية أوباما فوضع أستراتيجيتين مهمتين للتغطية على المفاوضات السرية في بغداد ولتغطية انتشار الايرانيين في العراق لانه أخذ يسمع بانتقادات أطراف عراقية وخليجية وعربية وغربية.... فذهب نحو  :- 

١- وضع استراتيجية حرب الطائرات المسيرة والتي دشنتها أدارة أوباما لأول مرة . بحيث أدخلها   الرئيس اوباما التاريخ العسكري والحربي عندما دشنها  في افغانستان وباكستان واليمن وفِي الصومال وفِي العراق وفِي افريقيا  لمطاردة الارهاب واغتيال قادة التنظيمات الأرهابية فخطف الاعلام الاميركي والعالمي وجعله ينشغل بهذه الأستراتيحية الجديدة ,ومثلما أشغل الرئيس الأسبق بوش الإبن الاعلام والعالم بأستراتيحية الحروب الأستباقية !

٢- أستراتيجية الحرب على أرض العراق والشرق الأوسط   عبر الادوات المحلية !

 فلأول مرة تدشن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط  استراتيجية ( الحروب عبر الادوات المحلية ).ومثلما ذكرنا أعلاه فالرئيس بوش الإبن ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس مثلا دشنا أستراتيجية ( الحروب الاستباقية) وكان قرار  غزو العراق باكورة هذه الاستراتيحية التي تجاوزت الشرعية الدولية !....فذهبت أدارة الرئيس أوباما وبدعم من وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون نحو استراتيجية ( الحروب عبر الادوات المحلية)  فتم تأسيس تنظيم داعش الإرهابي في العراق ليغير المشهد برمته من ( سيناء حتى البصرة ) .بحيث كانت هناك 102دولة جاهزة للاعتراف بِما يسمى ب " تنظيم الدولة الاسلامية " كدولة جديدة  في سيناء .ولكن قضية خطف النظام من قبل العسكر في مصر وصعود الرئيس عبد الفتاح السيسي افشل هذا المخطط ( حسب ما جاء في مذكرات هيلاري كلينتون ) .

وان تأسيس تنظيم داعش الارهابي  من قبل اوباما شهد به الرئيس ترامب مرارا ،وكذلك شهدت حوله بعض القيادات العسكرية والأمنية في امريكا بان ادارة اوباما وراء تأسيس هذا التنظيم ، وكذلك صدرت كتب ووثائق مهمة في اوربا وامريكا أثبتت هذه الحقائق الخطيرة بأن ادارة أوباما وراء تأسيس تتظيم الدولة الاسلامية " تنظيم داعش الارهابي" .بحيث اعترف رئيس الوزراء و وزير الخارجية الأسبق في دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم عندما قال " هم طلبوا منا دعم الفصائل المتطرفة في العراق وسوريا "وكان يقصد الولايات المتحدة .

#ويبدو ان ادارة أوباما قد اعدت العدة للانتقام من ايران في العراق وسوريا معا  وحال الانتهاء من مفاوضات الملف النووي وتسجيله رسميا ودوليا( أي وضعت ادارة اوباما استراتيجية اعادة العراق من ايران وحال الانتهاء من الاتفاق النووي  ) ولكن من خلال جيوش رديفة على الارض تعمّل سرا لصالح امريكا .وكان تنظيم داعش جوهرها وعندما قرر غزو الموصل والاندفاع مباشرة الى المحافظات والمدن السنية في العراق والتلويح بالذهاب نحو العاصمة بغداد  !!


#ماهو سر سرعة الدعم الايراني للعراق  ضد تنظيم داعش؟!

 ١-فما تقدم أعلاه يحمل   سر الدعم الايراني الكبير والمبكر للعراق وبضمنه أقليم كردستان ضد تنظيم داعش الارهابي" بحيث عندما اندفع تنظيم داعش الارهابي نحو عاصمة إقليم كردستان توسل رئيس الاقليم مسعود البرزاني بحليفه أردوغان و تركيا لكي ينجده فلم يرد عليه، وذهب متوسلا بواشنطن وعواصم غربية لم ترد عليه. فأتصل بالايرانيين طالبا النجدة وتكلم مع الجنرال الراحل قاسم سليماني حينها  فقال له :- أبشر وسوف تنزل عندك القوات والمعدات قبيل الفجر. وبالفعل صُدَّ تتظيم داعش الارهابي ولم يتمكن من دخول أربيل واسقاط النظام في كردستان / وهنا نتكلم للتاريخ وليس مدحاً أو ذماً لأحد .بل من خلال الوثائق والتسجيلات والشهادات بهدف تعريف الاجيال بهذه الحقائق  ) !

 ٢- فعندما  قرر هذا التنظيم الارهابي  غزو الموصل والمدن " السنية" الاخرى في العراق.وقرر الاندفاع وبدعم اعلامي عالمي وخليجي نحو بغداد ثم جنوبها حيث المنطقة " الشيعية"فكان  القرار مُتخذا لدى تنظيم داعش بفتح بغداد واسقاط النظام السياسي فيها وابادة وتهجير الشيعة فيها والذهاب بملاحقتهم  في الوسط والجنوب.وكان هناك هدفا استرتيجيا لداعش وهو عبور  الحدود نحو الداخل الايراني .

لأن ومن ضمن مخطط  ادارة اوباما  والمدعوم من بعض دول الخليج هو  ابادة  حلفاء ايران في العراق وهم الشيعة السياسيين  بغضاً بإيران ولإفراغ اليد الايرانية مِن جميع الاوراق والحلفاء داخل العراق  .أي  ابادة و تهجير الشيعة العراقيين نحو ايران واللحاق بهم نحو الداخل الايراني لأرباك ايران والمنطقة . والتفكير فيما بعد بصفقة (إسكان  الفلسطينيين)  في الانبار وفي مناطق شيعية  في العراق. وفتح المنطقة من الانبار حتى البصرة مرورا بصحراء كربلاء والنجف والسماوة للدولة الجديدة التي جيشها من الدواعش ...الخ . ........

٣- هنا تحسست ايران حجم الخطر العسكري والامني والوجودي والعقائدي عليها  .فهبت مسرعة نحو العراق للوقوف مع العراقيين ضد تنظيم داعش الارهابي لكي لا يتمدد نحو بغداد والبيئة الشيعية العراقية ثم  يدخل ايران. لا سيما وان محافظة ديالى متاخمة جدا للأراضي الايرانية وان عملية دخول داعش للداخل الايراني كانت مسالة وقت فقط . ومن شمال العراق هناك تداخل متصل بين الاراضي العراقية والايرانية وبالعكس يسهل توغل داعش داخل ايران !!. 


#كيف تظافر العراقيين ... وتطابقت رؤية النجف مع قم ؟


أ:- لقد  تظافرت جهود العراقيين وحال سماعهم لفتوى " الجهاد الكفائي" والتي صدرت من المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى  السيد علي السيستاتي حفظه الله. بحيث ومباشرة تم تعليق الأختلافات بوجهات النظر بين مرجعية النجف الأشرف التي ترفض نظام  ولاية الفقيه، وبين مرجعية قم المقدسة التي تدعم نظام ولاية الفقيه في العراق. لا بل أوصى حينها  المرشد الايراني الاعلى  السيد علي الخامنئي بالألتزام بفتوى النجف الأشرف أي بفتوى المرجع الاعلى السيد السيستاني .فهبت الجيوش الشعبية ومن مختلف المحافظات والمدن والقرى والقبائل .ومن مختلف  الاديان والمذاهب والطوائف وبدعم ايراني كبير من خلال الاعلام والحرب النفسية و السلاح والعتاد والدعم اللوجستي  ونشر المستشارين والمدربين والخبراء  منها ومن حزب الله اللبناني!

فاعطت دفعا معنويا هائلا للجيش العراقي الذي سارع الى لملمة نفسه بعد أنكساره بسبب نكبة الموصل  عندما شعر بانه ليس وحيدا بل بجواره  جميع القطاعات العسكرية والامنية والشعبية والثورية الاخرى " الحشد والفصائل" .فعاد لقوته وصموده فتم ايقاف تنظيم داعش خارج حدود بغداد ،وعلى الرغم انه كان مسنودا  اميركيا وغربيا وخليجيا وتركيا واسرائيليا  .

ب:- ومن ثم  تم التخطيط للمرحلة الثانية وهي مرحلة القضاء على تنظيم داعش. وبالفعل تم الحسم العسكري بعون الله وبدعم جوي  من التحالف الدولي ،وبتضحيات العراقيين من مختلف الشرائح والصنوف العسكرية والامنية والثورية  والشعبية .ولَم يبق منه الا جيوب هنا وهناك تحاول الدول المعادية للعراق أحياءه من جديد لكي يبقى العراق أسيراً للدمار والفوضى والخراب خوفا من نهوضه الاقتصادي. لأنهم يعتقدون وحال نهوض العراق اقتصاديا سوف يسحب جميع رؤوس الاموال والشركات من الدول الخليجية ودوّل الجوار .وسوف يعود قويا لِما فيه من طاقات وارث علمي وثقافي ومعنوي وتاريخي وحضاري من جهة ، وسوف يقود المنطقة نحو توحيد الشمل العربي من جهة أخرى . وهذا  يعتبر خط احمر من قبل الدول الكبرى واسرائيل. ...وكذلك لا تحبذه الدول الاقليمية المحاذية للعراق بل تريده عراقاً ضعيفا وسوقاً استهلاكية وعقائدية  لتلك الدول !


#كيف يُزيل بايدن العتب والنقد لأدارة أوباما من قبل الايرانيين والعراقيين؟

فما تقدم في سياق التحليل كله لا زال راسخاً في ذهن الايرانيين. لأنه بمثابة غدر وخيانة للعراقين والايرانيين معا من قبل ادارة اوباما في حينها . ولن يفلت من هذا العتب والنقد وانعدام الثقة الرئيس  بايدن وادارته الجديدة لأنها أمتداد لأدارة أوباما .وبالتالي وحال الشروع باللقاءات والمفاوضات  بين طهران وواشنطن سوف ينفتح ملف الغدر المتمثل بتنظيم " داعش" الإرهابي ،وسوف يسمع الرئيس بايدن واعضاء ادارته  كلاما قويا من الايرانيين وحتى من العراقيين ان تشجعوا هذه المرة . 

وسوف يحتاج بايدن وادارته وقتًا طويلًا لكي يقنع الايرانيين ومن بعدهم العراقيين ان غيروا من طبعهم المتخاذل .بأن ما حصل من خلال " تنظيم داعش"  ليس غدرا!.ولن ينفعهم ما مررته صحيفة أميركية هذه الايام من بالون مخادع ايدته بعض المواقع العربية وهو أن ( الرئيس أوباما شيعيا.. ولكنه كان يخفي تشيّعه ) والواضح هو بالون خداع للعراقيين والايرانيين !


#فالسؤال :-

• كيف ستقنع  ادارة بايدن الايرانيين والعراقيين بان داعش وماقام به ليس غدرا؟ 

•وماذا سيطلب الايرانيون من بايدن مقابل نسيان هذا الغدر  الكارثي بخنجر داعش المسموم  ؟ 

هذا ما سوف نسمعه ونقرأ عنه في المستقبل القريب !. 

——————


#الى اللقاء في الجزء الثالث:- 

( ماهو المطلوب من العراق قبل أن يُمحى ؟) 


سمير عبيد

٢٣ يناير ٢٠٢١

google-playkhamsatmostaqltradent